althania
icon
التغطية الحية

إلى دمشق ووجهها الآخر | نثر

2025.02.08 | 15:08 دمشق

676767
(لوحة: يوسف عبدلكي)
أحمد طلب الناصر
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- دمشق مدينة تتسم بالقطيعة والذكريات المبعثرة، حيث يعيش سكانها بلا مأوى، وتُعتبر مفاتيحها لأبواب لن تُفتح أبدًا، بينما تتناثر الأصدقاء بين أحيائها وأسواقها.
- تعكس دمشق حياة مليئة بالتناقضات، من الأمسيات الثقافية والمعارض إلى الحانات الرخيصة، حيث تُنفق الرواتب في يوم واحد، وتُقام علاقات مؤقتة مع أصدقاء قد لا يُرون مجددًا.
- المدينة تُجسد حب الغائبين ولعنة الحضور، مع مقابر متناثرة وقبر محجوز مسبقًا، مما يعكس تيه البسطاء واغترابهم.
"لي رغبةٌ في الصمتِ حتى الصراخ   
لي حنينٌ إلى الظلام يلفّني كقمرٍ لا تمسّه أصابع شمسٍ
ولي شوق إلى البكاء بعدها"

 

(إلى دمشق ووجهها الآخر)

دمشق

مدينة من يعشقون القطيعة

ورمي الذكريات وراء ظهورهم

بلا مأوى..

دمشق

(عُلّاقة) مفاتيح لأبواب لن تفتح أبداً

وبيوت شاسعة

أرضها الرصيف

وسقفها السماء

وأصدقاء مبعثرون بين "باب توما" وسوق "الحرامية"

وثقافة "بيت القصيد".

دمشق

ألف قصيدة زائفة

والشاعر المليون

وصديق ميت..

دمشق

جيوبٌ مليئة بالغرباء

والمطرودين

وقنّاصي "مقهى الروضة"

والحانات الرخيصة..

دمشق

راتبُ شهرٍ ينفق في المقاصف

والخمّارات

في يوم واحد..

دمشق

موعدٌ مع صاحبةٍ مفترضة

ربما تلقاها

أو صديق لن تراه!

دمشق

مزادٌ كبير من الأمسيات

والمعارض والندوات

ونافذة صغيرة لرؤوس المتسلقين..

دمشق

فاتورة اغتراب

تدفعها كل لية

لجليس أو نديم

لا يليق بمقامك..

دمشق

حب الغائبين

ولعنة الحضور

وتيه البسطاء

دمشق

مقابر متناثرة

وقبر يتّسع لمئات الموتى

محجوزٌ سلفاً قبل الوفاة..

/دمشق، شباط 2011/