ملخص:
- الأسر السورية تلجأ إلى إعادة تدوير وتبادل الملابس المدرسية لمواجهة ارتفاع الأسعار.
- ارتفاع أسعار الملابس المدرسية جعل شراء الجديد منها يُعتبر كمالية للكثير من الأهالي.
- إعادة صباغة الملابس القديمة باتت من الحلول الشائعة لتقليل التكاليف المدرسية.
- صفحات التواصل الاجتماعي تعرض ملابس مستعملة بأسعار مخفضة مع ارتفاع تكاليف المستلزمات.
- متوسط كلفة تجهيز الطالب تتراوح بين مليون ومليون ونصف المليون ليرة سورية، مما يضغط على ميزانيات الأسر.
لجأت العديد من الأسر في سوريا إلى حيلة جديدة لمواجهة تكاليف تجهيز أبنائهم للعام الدراسي، تمثلت في إعادة تدوير الملابس المدرسية أو تبادلها بين العائلات.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى التخفيف من الأعباء المالية المتزايدة، وتوفير حلول عملية لأزمة غلاء المعيشة التي تثقل كاهل المواطنين.
ولم تسمح أسعار الملابس المدرسية المرتفعة مع بدء العام الدراسي للعديد من الأهالي بالتفكير في شراء ملابس جديدة لأطفالهم، وفقاً لما ذكرت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام السوري.
وبات شراء هذه الملابس يُعتبر نوعاً من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها أو الاستعاضة عنها بملابس مستعملة يتم إعادة تدويرها لتصبح صالحة للاستخدام بمقاسات وإضافات مختلفة.
وتقول السيدة حياة، التي تعمل في مهنة الخياطة، إنها استطاعت توفير دخل إضافي من خلال إعادة تدوير الملابس المدرسية في منزلها باستخدام ماكينة صغيرة.
ومع ارتفاع الطلب على هذه الخدمة من قبل أهالي منطقتها، ساعدت الكثيرين في تجديد ملابس أبنائهم بأسعار رمزية، مشيرة إلى أن الأقمشة المستعملة مثل الجينز أصبحت الخيار الأمثل بسبب قدرتها على تحمل الاستخدام اليومي.
تحايل على الأسعار المرتفعة
أوضح عصام، وهو موظف وأب لخمسة أطفال، أن دخله الشهري لا يسمح له بشراء جميع المستلزمات المدرسية الجديدة، مؤكداً أنه يتبادل بعض الحاجيات المدرسية مع أقاربه أو يلجأ إلى إعادة تدوير الملابس القديمة بين أبنائه لتخفيف التكاليف.
من جانبه، أكد عمار، صاحب مصبغة، أن صباغة الملابس القديمة أصبحت من الحلول الشائعة لتوفير التكاليف، حيث زاد الإقبال على صباغة بناطيل الطلاب بألوان مناسبة للمدارس مثل الرمادي والكحلي.
وأضاف أنه رغم ارتفاع أسعار الصباغة، ما يزال هذا الخيار مقبولًا مقارنة بأسعار الملابس الجديدة التي باتت تشكل عبئاً إضافياً على الأهالي.
ازدهار سوق الملابس المستعملة عبر الإنترنت
بعد الارتفاع الحاد في أسعار المستلزمات المدرسية، بدأت صفحات التواصل الاجتماعي بعرض ملابس مستعملة بأسعار مخفضة، حيث أصبح هذا الخيار ملاذاً للكثير من الأهالي.
وفي حين أن أسعار القرطاسية والملابس المدرسية تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، لجأ البعض إلى الشراء بالجملة كخيار لتقليل التكاليف، حتى لو كانت النوعية أقل جودة.
وفي خطوة لمواجهة هذا الواقع، أصدرت "وزارة التربية" في حكومة النظام تعميماً يسمح للمدارس بتخفيف الشروط المتعلقة باللباس المدرسي والاعتماد على الحد الأدنى من القرطاسية المطلوبة، للتخفيف عن كاهل الأسر.
أسعار المستلزمات المدرسية في سوريا
تشير التقديرات إلى أن سعر الحقيبة المدرسية يتراوح بين 300 ألف و500 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يعادل ما يتقاضاه الموظف الحكومي لقاء شهر كامل من العمل.
أما أسعار الملابس المدرسية الرسمية فتصل إلى 400 ألف ليرة للمرحلتين الثانوية والإعدادية، و125 ألف ليرة للمرحلة الابتدائية، بينما تتراوح أسعار الدفاتر بين 7 آلاف و10 آلاف ليرة بحسب الحجم.
وقدّر خبير اقتصادي أن الطالب الواحد يحتاج إلى ما بين مليون ومليون ونصف المليون ليرة سورية لتغطية تكاليف المستلزمات المدرسية، بحسب ما نقل موقع "تجمع أحرار حوران" في وقت سابق.
وباتت العديد من الأسر تجد نفسها غير قادرة على تحمل هذه النفقات، مما يؤثر سلباً على ميزانياتها ويضطرها إلى تقليص الإنفاق على الضروريات الأخرى مثل الغذاء والرعاية الصحية.