icon
التغطية الحية

إعادة إحياء آلية "توطين الخبز" في دمشق وريفها.. ما الفائدة منها؟

2021.11.26 | 05:09 دمشق

000_nic6118078.jpg
أ ف ب
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

فشلت حكومة نظام الأسد في حل مشكلة توفير رغيف الخبز للسكان في مناطق سيطرتها منذ إعلانها توزيع المادة عبر البطاقة الذكية في شهر كانون الأول من العام الفائت 2020، وما تبعها من تخبط في القرارات، كان آخرها إصدار وزير التجارة الداخلية في حكومة النظام عمرو سالم قراراً يقضي "بتوطين" المادة قبل أن يعود ويتراجع عنه بعد ساعات معدودة.

وبعد نحو 3 أشهر من الإعلان السابق، عاد الوزير وأصدر قراراً يقضي بتطبيق الآلية مع تحديد الأول من شهر كانون الأول المقبل موعداً لسريانه، وهو ما دفع كثيرين إلى التعبير عن استيائهم، معتبرين أنه لن يفيد سوى أصحاب الأفران.

باب للفساد

وقال ياسر  الحمصي (مستعار)، وهو أحد سكان العاصمة، لموقع تلفزيون سوريا إن "توطين الخبز مكسب لأصحاب الأفران والمعتمدين أكثر من كونه لمصلحة السكان"، مضيفاً أن الآلية تفتح الباب واسعاً للرشاوى والفساد من خلال بيع الخبز من قبل المعتمدين والأفران إلى بسطات بيع الخبز في الشوارع. 

وذكر، أن تجربة بيع الخبز عبر المعتمدين سيئة، إذ يصل الخبز "معجن" ومكدس فوق بعضه في سيارة المعتمد الذي لا يهتم بنوعية الخبز وكيفية الحفاظ عليه طازجاً. 

بالمقابل ذكر عمرو سالم أن "تطبيق الآلية سيتيح للجميع الحصول على مادة الخبز بيسر وسهولة"، معتبراً أنها تضمن إنهاء ظاهرة الازدحام على الأفران وضبط عملها وكميات الطحين الموردة إليها ومنع التلاعب ببيع مادة الخبز.

زيادة عدد المعتمدين

يُقصد بالتوطين، وفقاً للوزير، "تحديد نقطة بيع معينة لكل بطاقة، بحيث يحصل المستحق على المادة من معتمد محدد، ما يضمن توافر حصته من المادة، أسوة بما هو متبع في الحصول على المواد الأخرى من المعتمدين مثل الغاز والبنزين". 

وتنتظر وزارة التموين زيادة عدد المعتمدين من قبل محافظة دمشق كي توفر عدة نقاط بيع للمادة، وحدد لكل معتمد 500 ربطة من الخبز فقط، مع إمكانية تغيير المعتمد من قبل السكان ثلاثة مرات شهرياً.

وفي الحادي عشر من تموز الفائت رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سعر ربطة الخبز المدعوم إلى 200 ليرة سورية معبأة بكيس نايلون، ومن ثم حددت، في شهر آب، عدد الربطات ضمن شرائح محددة منها مخصصات يومية أو كل يومين بحسب عدد أفراد العائلة.

ويعتقد العديد من سكان دمشق أن تجربة بيع الخبز عبر المعتمدين زادت من سوء نوعية المادة نتيجة لتعبئتها بشكل عشوائي، إضافة لاستغلال المعتمدين للسكان وبيع الخبز بأسعار زائدة عن قيمتها بحجة عدم توافر المحروقات وغلاء سعرها. 

خبز غير صالح للاستهلاك

وتساءل خيري محمد (55عاماً)، الذي يقضي معظم أوقاته أمام الأفران للحصول على مخصصاته اليومية، عن فائدة هذه الآلية "إن كنت سأشتريه وفي اليوم التالي يكون غير صالح للأكل نتيجة سوء تحميله في سيارات المعتمدين". وتابع: "أُفضل الانتظار أمام الفرن المعروف بخبزه الجيد على أن أشتري خبزا لا يؤكل". 

وفيما يستطيع خيري الانتظار في الطابور لشراء الخبز من أفران ابن العميد ذو النوعية الجيدة بحسب قوله، تعتمد أم سالي (50عاماً) على خبز المعتمد الموجود في منطقة سكنها بشكل يومي، تقول: "بناتي الأربعة في المدارس ولا يمكنهم الانتظار أمام الأفران في هذا البرد ما يضطرني للشراء من معتمد حارتي رغم سوء نوعية الخبز الذي يأتي به". 

وتضيف بأنهَّا تأقلمت مع هذا الواقع، "كل يوم هناك قرار جديد يتعلق بالخبز وطريقة بيعه وتحديد حصة العائلة عبر البطاقة الذكية"، وفقاً لقولها. 

ويعتمد معظم سكان دمشق وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة النظام على "الخبز التمويني" في ظل عدم قدرتهم على شراء الخبز السياحي المسعَّر بـ 2300 ليرة للربطة الواحدة"، ودخل متواضع مقارنة مع الارتفاعات المستمرة لأسعار السلع.