icon
التغطية الحية

إسرائيل والمحور الشيعي.. هآرتس: الاجتياح الإسرائيلي للبنان أنتج "حزب الله"

2022.06.04 | 18:03 دمشق

66.jpg
رتل دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي يجتاح الأراضي اللبنانية، حزيران/يونيو 1982 (هآرتس)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي، تسفي بارائيل، إن إسرائيل خاضت حرباً في لبنان في محاولة لإقامة نظام موال وصديق في الدولة المنهارة، لكنها أنجبت تنظيم "حزب الله"، الذي بات يشكل تهديداً إقليمياً من العراق إلى اليمن.

وكتب تسفي بارائيل، أبرز المعلقين السياسيين في صحيفة "هآرتس" مقالاً مطولاً، أمس الجمعة، بمناسبة مرور 40 عاما على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ينتقد فيه النتائج التي أفضت إليها أكبر عملية عسكرية خارجية لإسرائيل.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أن الحرب الإسرائيلية في لبنان، التي بدأت قبل سبع سنوات من انتهاء الحرب الأهلية بتوقيع اتفاق الطائف عام 1989، لم تحقق هدفها الرئيسي في "تغيير قواعد النظام هناك وتشكيل حكومة موالية لإسرائيل".

وتابع بارائيل قوله، بل على العكس، قدمت إسرائيل مساهمة كبيرة في تغيير هيكل القوة السياسية داخل لبنان لصالح ولادة "حزب الله"، وعليه تستحق عليها الشكر من إيران وسوريا ومن الحزب نفسه.

وقال الكاتب، ساهم التدخل الإسرائيلي بتمكين "حزب الله" وتعاظم قوته ومشاركته في السياسة اللبنانية من باب مقاومة إسرائيل عسكرياً، إضافة إلى الدعم الإيراني والسوري، الأمر الذي منح حسن نصر الله القدرة على السيطرة على مفاصل لبنان الغارق اليوم في أسوأ أزمة سياسية واقتصادية في تاريخه.

حرب لبنان الأولى

في 6 حزيران/يونيو 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان بعملية عسكرية تطلق عليها اسم "سلام الجليل"، والتي تعرف إعلامياً بـ "حرب لبنان الأولى"، استمرت 18 عاماً إلى الانسحاب الأحادي الجانب الذي نفذه إيهود باراك من جنوبي لبنان في أيار/مايو عام 2000.

كان هدف إسرائيل من غزو لبنان هو القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية في البلد الذي يعيش حرباً أهلية، استمرت من 1975 إلى 1990.

77.jpg
ياسر عرفات في بيروت بعد تفجير جامعة بيروت العربية، بيروت، 1982 (AP)

 

وقال الكاتب الإسرائيلي، إن الهدف كان تغيير هيكلية النظام في لبنان، وينقل تصريح إيهود باراك، رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، في وثيقة داخلية أن الغرض من الحرب هو إحداث "تغيير مستدام في هيكل النظام في لبنان".

وأشار إلى أن إسرائيل استغلت الاضطرابات التي يعيشها لبنان المنهار والغارق في أتون صراعات دينية ومذهبية، الأمر الذي مهد الطريق لإسرائيل للتدخل وبناء نظام موال.

بحسب الكاتب، كانت إسرائيل تتوقع أن الرادع الوحيد هو وجود القوات السورية التي وصلت إلى لبنان في مايو 1976، بدعوة من الحكومة اللبنانية، لكن سرعان ما اتضح أن حافظ الأسد ليس لديه رغبة أو قوة لمواجهة الجيش الإسرائيلي، ولم ينقل قواته إلى جنوبي لبنان لحماية الفلسطينيين.

وأضاف، كان للأسد استراتيجية مختلفة عن الفلسطينيين، هدفها الأساسي هو بسط سيطرته على لبنان مع الاستفادة من الخصومات العرقية، والعداء اللبناني للفلسطينيين.

المحور الشيعي

أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن ظروف ولادة "حزب الله" كقوة مسيطرة على لبنان اليوم، بدأت نتيجة التنافس بين إيران وسوريا في لبنان، بينما كان الأسد يدعم "حركة أمل" انطلاقاً من نظرته العلمانية البعثية، دعمت إيران "حزب الله" ليكون ذراعها في تصدير "فكر الثورة" في لبنان والمنطقة لإنشاء نظام ولاية الفقيه أو ما يعرف بـ "الهلال الشيعي".

ولفت في هذا السياق إلى أن إسرائيل كانت تدعم "حركة أمل"، المنافس الشيعي للحزب في لبنان.

وبحسب الكاتب، غذّى الاجتياح الإسرائيلي التنافس الإيراني والسوري، والنتيجة كانت بأن حصل "حزب الله" على دعم طهران والأسد معاً، ليشكل خط جبهة متقدماً ضد إسرائيل.

ويرى الكاتب أن سيطرة "حزب الله" على لبنان وسطوع نجمه لم يخلق فقط مقلدين، ولكن أسس وعياً بالمقاومة على أساس الهوية الشيعية في المنطقة، كما في العراق وسوريا واليمن، ما أدى إلى ظهور مصطلح "الهلال الشيعي" الذي يمثل المحور "الإيراني".

وبحسب بارائيل، لم يعارض الغرب القوى الشيعية في المنطقة على المستوى السياسي، لأن التصور الغربي لهذا المحور بأنه يعتمد على روابط دينية وعقائدية معادية للغرب بسبب طبيعته الثقافية وليس بسبب سياساته في الشرق الأوسط، بعض النظر عن الخلافات الدينية بين الشيعة في إيران والعلويين السوريين، وبين معتقدات الحوثيين في اليمن المختلفة نوعاً ما عن الشيعة في لبنان، وبين الشيعة العلمانيين والمنتمين في التيارات الدينية المتطرفة بالعراق.