أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها بدأت بتنفيذ عمليات بريّة "محدودة" تستهدف البنى التحتية التابعة لـ "حزب الله" داخل الأراضي اللبنانية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الإثنين.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين "اطلعت على تقارير بشأن عمليات بريّة. أجرينا بعض المحادثات معهم في هذا الشأن وأبلغونا في هذا التوقيت بأن تلك عمليات محدودة تركّز على البنى التحتية التابعة لحزب الله قرب الحدود"، وفق وكالة فرانس برس.
ومساء الإثنين، أفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بسماع أصوات تحرك آليات عسكرية من جهة بلدة "آبل القمح" مقابل منطقة الوزاني الحدودية جنوبي لبنان والتي بدأ الجيش الإسرائيلي يقصفها بالمدفعية في وقت سابق من اليوم.
جاء ذلك بُعيد إعلان الجيش الإسرائيلي إقامة منطقة عسكرية مغلقة في 3 مستوطنات على الحدود مع لبنان هي: المطلة ومسغاف عام وكفار غلعادي. وذلك على وقع تقارير لمّحت إلى استعداده لتنفيذ اجتياح بري داخل الأراضي اللبنانية. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الدخول إلى هذه المنطقة "ممنوع منعاً باتاً".
قصف مدفعي وغارات جوية
وفي حين أفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الإثنين، بأن الجيش يطلق نيران المدفعية بشكل مكثف على جنوب لبنان ويدخل في حالة تأهب قصوى لمناورة برية؛ أوضحت وكالة الأنباء اللبنانية من جهتها أن القصف المدفعي الإسرائيلي تركّز على بلدات الوزاني وسهل مرجعيون والخيام جنوبي لبنان.
بالتزامن مع القصف المدفعي، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات على مناطق محاذية للحدود الجنوبية للبنان، كما ألقت بالونات حرارية في أجواء مدينتي صيدا وصور الجنوبيتين.
انسحاب الجيش اللبناني
من جانبه، قال مصدر في الجيش اللبناني إن الجيش يعيد تمركز قواته قرب الحدود مع إسرائيل على وقع التهديد بتوغل محتمل. في حين أفاد مصدر أمني لبناني لوكالة رويترز بأن الجيش انسحب من عدة مواقع على الحدود الجنوبية، وتراجع لمسافة 5 كيلومترات إلى الشمال من تلك الحدود.
دعوات لوقف إسرائيل توغلها البري
حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الإثنين من بيروت إسرائيل على "الامتناع عن أي توغل بري في لبنان"، داعياً كلّا من إسرائيل وحزب الله إلى "وقف إطلاق النار". وقال بارو خلال مؤتمر صحفي: "أحضّ اسرائيل على الامتناع عن أي توغل بري ووقف إطلاق النار، وأدعو حزب الله إلى القيام بالأمر نفسه أيضاً والامتناع عن أي فعل من شأنه زعزعة استقرار المنطقة".
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنهم لا يريدون رؤية اجتياح بري من أي نوع كان للبنان من قبل إسرائيل. جاء ذلك بحسب ما نقل ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام في مؤتمر صحفي الإثنين.
وبحسب دوجاريك، أعرب غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التطورات الميدانية والوضع الإنساني في لبنان، داعياً الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والعمل على خفض التوتر. وشدّد دوجاريك على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وقال إن الأمين العام وفريقه على تواصل مع الأطراف للبحث عن طرق دبلوماسية.