رفضت إسرائيل دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع "حزب الله"، وكثفت غاراتها على لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وفجر اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنها أحصت 88 قتيلاً و153 مصاباً في الغارات الإسرائيلية على البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية، مع مواصلة الجيش الإسرائيلي شن أعنف واوسع هجوم له على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية عشرات الغارات الجوية المتتالية على الجنوب والبقاع وجبل لبنان شملت منطقة الكحالة، وأغارت على مدينة بعلبك وعلى بلدات عدة في المنطقة، وبلدات أخرى في قضاءي زحلة والبقاع الغربي، شرقي لبنان، واستهدفت عشرات البلدات في أقضية صيدا وصور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وجزين جنوبي لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الطائرات الحربية الإسرائيلية كثفت قصفها على العاصمة بيروت، آخرها ضربة استهدفت أطراف المدينة، في وقت متأخر ليل أمس الخميس، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين بينهم امرأة في حالة حرجة.
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى منذ يوم الإثنين الماضي إلى أكثر من 600 قتيل، في حين ارتفعت الحصيلة في عموم البلاد، منذ تشرين الأول الماضي، إلى 1540 قتيلاً، وارتفع عدد النازحين من جنوبي وشرقي لبنان إلى 77100 نازح.
وأفاد وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن أكثر من 40 عاملاً في مجال الرعاية الصحية قتلوا في هجمات هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف تتعرض لاستهداف مباشر.
وذكر "حزب الله" أن الضربة على أطراف بيروت أدت إلى مقتل قائد إحدى وحدات القوات الجوية التابعة له، محمد سرور، وهو أحدث قيادي الحزب الذين يتم استهدافهم خلال أيام من الاغتيالات بين كبار قادة "حزب الله".
لا وقف لإطلاق النار
وقبيل إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلي "سيواصل ضرب حزب الله بكل قوة، ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وفي مقدمتها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بسلام".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال".
وفي مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي، خاطب نتنياهو جنوده "نحن نستعد جنباً إلى جنب مع القيادة الشمالية لمناورة برية. مستعدون إذا تم تفعيلها. هذا قرار يجب اتخاذه فوق رؤوسنا".
وقال قائد القوات الجوية الإسرائيلية، اللواء تومر بار، إن "القوات الجوية تخطط لمساعدة القوات في حال وقوع عملية برية، وستوقف أي عمليات نقل للأسلحة من إيران".
وفي ظل التصعيد المتواصل منذ الإثنين الماضي، دعت الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وقطر والسعودية والإمارات إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".
لبنان يحذّر
وحذّر وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن "الوضع المتأزم في لبنان ينذر بالأسوأ في الشرق الأوسط".
وأكد بوحبيب أن لبنان "يعيش أزمة تهدد وجوده ومستقبل شعبه وتتطلب تدخلاً دولياً"، مجدداً التحذير من "العدوان المتزايد، ومحاولة جر الشرق الأوسط برمته إلى الانفجار الكبير".
وقال وزير الخارجية اللبناني إن "الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب في كل ما يعيشه لبنان حالياً"، مشيراً إلى أن لبنان "حاول مراراً حل المشكلات الحدودية مع إسرائيل، ولكنها كانت تتهرب وتتجاهل ذلك".
واشنطن لا تزال تسعى لوقف إطلاق النار
وقال البيت الأبيض إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، بمن فيهم المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، يعقدون مناقشات، ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر.
وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن إسرائيل "أُبلغت بشكل كامل بكل كلمة في اقتراح وقف إطلاق النار، ويتوقع الحلفاء أن يتم أخذه على محمل الجد".
وحذر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، من خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، لكنه أكد أن "الحل الدبلوماسي لا يزال قابلاً للتطبيق".
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه "لا يعتقد أن رفض إسرائيل نهائي"، مضيفاً أنه "سيكون من الخطأ أن يرفض رئيس الوزراء ذلك، لأنه سيتحمل مسؤولية التصعيد الإقليمي".