يجتمع غداً الإثنين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية للتباحث في عدد من القضايا وعلى رأسها منطقة إدلب، بعد فشل قمة طهران الأخيرة للوصول إلى حل مناسب حول المنطقة.
وأشار بيان صادر عن المركز الإعلامي للرئاسة التركية اليوم الأحد، أن وفدي البلدين من وزراء ومسؤولين معنيين سيعقدون اجتماعاً آخر إلى جانب اللقاء الثنائي للرئيسين التركي والروسي.
وأضاف البيان أن الطرفين "سيتبادلان وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية على رأسها الملف السوري، إلى جانب بحثهما قضايا متعلقة بمجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والعلاقات الثنائية بين البلدين".
ومن المتوقع أن يطغى ملف إدلب على مجمل اللقاء الثنائي وذلك بعد أن فشلت تركيا وروسيا وإيران في قمة طهران في التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار فيها، وعكست القمة وجهات النظر المتباينة لدى تركيا من جهة وحلفاء النظام (روسيا وإيران) من جهة ثانية حول مصير المنطقة.
وحملت تصريحات الرئيس التركي أردوغان في القمة تهديدات مبطنة بمواجهة أي تصعيد محتمل من قبل النظام على منطقة إدلب والأرياف المحيطة بها التي تنتشر فيها نقاط المراقبة التركية الـ 12، مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية لكن دون الحاجة لعمل عسكري يوقع ضحايا مدنيين.
ورد بوتين على تصريحات أردوغان بقوله "نعارض أي وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا لأن متشددي جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية المتمركزين هناك ليسوا طرفا في محادثات السلام، وإن الحكومة السورية، الحليف الوثيق لروسيا، يجب أن تستعيد السيطرة على كامل أراضي البلاد"، ما فسره البعض بأنه تهديد مبطن أيضاً بعدم اعتراف روسيا بتواجد القوات التركية شمال حلب.
وعقد بوتين يوم الجمعة الماضي اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن الروسي بحث فيه المستجدات حول إدلب، وذلك تحضيراً للقاء المنتظر يوم غد الإثنين بين مسؤولي دفاع واستخبارات البلدين، الذين جمعهم قبل ذلك لقاءات عدة.
وتحظى تركيا بدعم غربي لموقفها حول منطقة إدلب خشية من موجات لجوء ستكون الأكبر على الإطلاق في حال حصول أي هجوم لروسيا والنظام، وذلك ما أكده المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن تعليقًا على اجتماع وفود تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا في مدينة إسطنبول الجمعة الماضية، حيث أكد على أن "الجميع متفقون بشكل عام على أن أي هجوم على إدلب ستكون له نتائج سيئة جدًا، حيث ستؤدي إلى أزمة إنسانية، من خلال تدفق موجة نزوح جديدة، وتقويض العملية السياسية المتواصلة حول سوريا".
وسيكون لقاء الرئيسين التركي والروسي غداً الرابع من نوعه منذ مطلع العام الجاري، والثاني خلال الشهر الجاري، فضلاً عن اتصالات هاتفية عديدة، وذلك للتوصل إلى اتفاق مناسب حول الملف السوري.
وكثفت تركيا مؤخراً من تعزيزاتها العسكرية في نقاط المراقبة المنتشرة في إدلب والأرياف المحيطة بها من حلب وحماة واللاذقية، إلى جانب تعزيزات أضخم على الحدود السورية في ولايتي هاتاي وكلس التركيتين.