قُتِلَ عدد مِن المدنيين (بينهم طفل) وجُرح آخرون، اليوم الأحد، بقصفٍ جوي لـ روسيا وقوات "نظام الأسد" على ريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع معارك مستمرة بين "النظام" والفصائل العسكرية في المنطقة.
وقال مراسل تلفزيون سوريا، إن طائرات حربية تابعة لـ قوات النظام شنّت غارات بالصواريخ على بلدة حاس جنوب إدلب، ما أدّى إلى مقتل طفل وجرح مدنيين آخرين، نقلوا إلى نقاط طبية قريبة.
وأضاف المراسل، أن الطائرات الحربية التابعة لـ روسيا نفّذت غارةً بالصواريخ أيضاً على بلدة الحامدية قرب مدينة معرة النعمان، وأدّت إلى مقتل مدني، فيما أصيب اثنان مِن متطوعي الدفاع المدني بغارة ثانية، استهدفتهما أثناء تفقّد المنطقة.
أطراف مدينة خان شيخون وبلدات (كفرسجنة، وركايا سجنة، وحزارين، والشيخ دامس) جنوب إدلب، تعرّضت أيضاً لـ غارات شنتها طائرات حربية روسيّة، تزامنت مع قصفٍ مدفعي لـ قوات النظام على بلدات (بداما، والناجية، والغسانية) في منطقة جسر الشغور بالريف الغربي.
مِن جهةٍ أخرى، دارت اشتباكات عنيفة - ما تزال مستمرة - بين فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" وقوات النظام، التي تحاول - مدعومةً بمليشيا "حزب الله" اللبناني - التقدّم مِن قرية مدايا جنوب إدلب إلى القرى المحيطة بها، دمّرت خلالها الفصائل بـ"صاروخ م/د" عربة عسكرية لـ"النظام"، ما أسفر عن مقتل جميع العناصر بداخلها.
وحسب صحيفة "جسر"، فإن قوات النظام تمكّنت مِن رصد الطريق الدولي قرب مدينة خان شيخون "نارياً"، ما يؤدّي إلى قطع سبل التواصل مع الفصائل العسكرية ونقاط المراقبة التركية في ريف حماة الشمالي المجاور.
وأوضحت "جسر"، أن الطريق المعتاد لـ مرور القوات التركية مِن خان شيخون إلى نقاطها في مدينة مورك شمال حماة "غير سالك" إلّا بموافقة مسبقة مِن قوات النظام التي ترصد الطريق "نارياً"، مشيرةً إلى أن حصار "جيش العزة" في شمال حماة بات "قاب قوسين أو أدنى".
ونقلت "جسر" عن مصادرها، أن الجبهة الشرقية (شرقي الطريق الدولي) لم يحدث عليها أي تقدّم، وأن الفصائل العسكرية تمكّنت مِن السيطرة على بعض النقاط التي استولت عليها قوات النظام مؤخّراً، مؤكّدةً أن "تل النار" غربي الطريق ما يزال تحت سيطرة الفصائل.
وكانت الفصائل العسكرية قد استعادت ،صباح أمس السبت، السيطرة على عدد مِن النقاط العسكرية الاستراتيجية في محيط بلدة سكيك جنوبي إدلب، وسط محاولات مستمرة لـ قوات النظام بالتقدم في محاور عدّة بالمنطقة.
في وقتٍ سابق اليوم، أرسلت فصائل الجيش الوطني (الحر)، تعزيزات كبيرة ضمّت مئات المقاتلين المتمركزين وعشرات الآليات العسكرية، مِن شمال وشرق حلب إلى ريفي إدلب وحماة، اللذين يشهدان حملةً عسكرية شرسة تشنّها روسيا وقوات "نظام الأسد".
اقرأ أيضاً.. تعزيزات كبيرة للجيش الوطني تنطلق إلى إدلب وحماة (فيديو)
تأتي هذه التطورات، في ظل حملة عسكرية شرسة تشنّها قوات النظام - بدعم روسي - منذ أواخر شهر نيسان الفائت، على محافظة إدلب وريفي حماة الشمالي والغربي وريف اللاذقية الشمالي، أدّت إلى وقوع مئات الضحايا مِن المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف، فضلاً عن دمارٍ واسع طال الأحياء السكنيّة والبنى التحتية والمنشآت الخدمية.