icon
التغطية الحية

"إخوان سوريا": النظام الإيراني يحمل مشروعاً طائفياً عقدياً توسعياً

2024.09.08 | 17:21 دمشق

"إخوان سوريا": سوريا التي يريد العرب عودتها للجامعة العربية لا يمثلها النظام السوري
"إخوان سوريا": النظام الإيراني اختار الوقوف مع نظام بشار الأسد الإبادي المتوحش
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص: 

  • "إخوان سوريا" تصدر وثيقة تهاجم فيها سياسات إيران في المنطقة، وتتهمها بتبني مشروع توسعي قومي وطائفي يستغل المظلومية الشيعية لدفع أجندتها.
  • الوثيقة انتقدت دور إيران في دعم نظام الأسد والتدخل العسكري لقمع الشعب السوري.
  • الوثيقة رفضت استخدام الأراضي السورية لأهداف إيرانية أو لتصفية حسابات سياسية، وانتقدت محاولات إيران التقرب من الحركات الإسلامية وتبييض صورتها أمام الجماهير.
  • الوثيقة تعتبر مشروع إيران ينافس المشروع الصهيوني-الغربي في النفوذ، وأن الطريق إلى تحرير فلسطين يجب أن يمر عبر التخلص من النظام السوري، وليس بدعم ميليشيات تدمّر سوريا.

أصدرت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، أمس السبت، وثيقة تحت عنوان "الموقف من النظام الإيراني"، قدمت فيها رؤية شاملة حول سياسات إيران في المنطقة.

وأكدت الوثيقة أن "النظام الإيراني يحمل مشروعاً طائفياً عقدياً توسعياً لاختراق العالم العربي، ويستغل المظلومية الشيعية ووجوب الانتقام لها لدفع أجندته، ويستخدم لغة إعلامية ناعمة مضللة تدعو لوحدة الأمة ومقاومة أعدائها".

وأوضحت أن موقف الجماعة من النظام الإيراني كان واضحاً منذ البداية، إذ اعتبرته خطراً كبيراً على الأمة العربية والإسلامية.

ودانت دعم إيران للنظام السوري، ودورها في قمع الشعب السوري من خلال التدخلات العسكرية، مؤكدة أن قاسم سليماني كان له دور محوري في إقناع روسيا بالتدخل لإنقاذ النظام السوري في 2015.

الغزو الثقافي - الاقتصادي الإيراني في سوريا

وأشارت الوثيقة إلى سعي إيران لغزو ثقافي منظم عبر إنشاء مدارس وجامعات ومراكز ثقافية شيعية وإيرانية في محافظات دير الزور، وحلب، والساحل السوري، ودمشق وريفها، ودرعا وغيرها، بهدف استقطاب الأهالي والأطفال، وتقديم الحوافز المادية والمنح الدراسية لهم، ولتغرس في فكر الأجيال الناشئة تعظيم قادتها ورموزها.

كذلك أشارت "الجماعة" إلى أن النظام الإيراني دعم النظام السوري لتخفيف آثار الحرب من خلال تصنيع وتجارة المخدرات، التي أصبحت مصدر تمويل رئيس للنظام والميليشيات التابعة له، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية تتيح لإيران السيطرة على قطاعات حيوية في سوريا، آخرها في نيسان 2023، شملت قطاع المصارف، والنفط، والصناعة، والعمل، والسياحة، والإسكان.

وتابعت: "انطلاقاً من مبادئنا الإسلامية وثوابتنا الوطنية وحفاظاً على هوية بلدنا العربية الإسلامية، وتأكيداً على حق شعبنا في الحرية والكرامة والحكم الرشيد، نؤكد أنه ليس بيننا وبين عموم الشعب الإيراني كسائر الشعوب أي ضغائن، لكننا ندين سياسات النظام الإيراني المعتدي على أهلنا وشعبنا ووطننا، فنحن نقف مع شعبنا المظلوم المكافح في سبيل حريته وكرامته، لكن النظام الإيراني اختار الوقوف مع النظام السوري الإجرامي الإبادي، وبالتالي لا يمكن لنا إقامة علاقات مع نظام إيران ما دام محتلاً لبلدنا ويحمل فكرًا معاديًا لأمتنا وميليشياته تقتل أهلنا".

وشدّدت الوثيقة على الرفض التام للوجود الإيراني وميليشياته في سوريا، مؤكدة رفضها للتغيير الديمغرافي الذي تسعى إليه إيران في البلاد، كما عبرت عن رفضها لاستخدام الأراضي السورية كمنصة لتهديد دول أخرى أو لتصفية حسابات سياسية إيرانية.

وفيما يتعلق بمساعي النظام الإيراني للتقارب مع الحركات الإسلامية، أكّدت الجماعة رفضها لهذه المحاولات التي تهدف إلى تبييض صورة إيران أمام الجماهير العربية والإسلامية، وإعطاء النظام الإيراني بُعداً إسلامياً شعبياً يغطي على جرائمه ويغسل أيديه الملطخة بدماء المسلمين.

تنافس المشروع الإيراني مع المشروع الصهيوني

وأكّدت جماعة "الإخوان المسلمين" أيضاً، أن النظام الإيراني يسعى إلى تحقيق مشروع ينافس المشروع الصهيوني-الغربي في بسط النفوذ في المنطقة، ولذلك يرفع شعار المقاومة وتحرير فلسطين في مواجهة الغرب الذي يدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وشددت على أن بناء علاقات طيبة مع الشعوب "يبدأ بتأييد مطالب الشعب السوري المشروعة في الحرية والكرامة، وليس بالشعارات الجوفاء أو عبر الميليشيات التي تقتل المدنيين وتهدم المدن وتفسد في بلاد المسلمين".

وأردفت أنّ "الطريق إلى القدس يمر عبر التخلّص من النظام السوري، وليس عبر الفصائل التي تدمر المدن السورية أو عبر دعم الاستبداد والديكتاتورية".

واختتمت الجماعة وثيقتها بالقول: إنّ النظام الإيراني قد يحقّق مكاسب تكتيكية مؤقتة في المرحلة الحالية، لكنه يرتكب خطأ تاريخياً كبيراً سيؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل.

وأشارت إلى أنّ معركة الأمة اليوم تتعلق بالهوية والحرية والتنمية والعيش الكريم، مؤكدة ضرورةَ توحيد الصفوف في مواجهة المشاريع الأجنبية التي تسعى لتقويض قيم الأمة والحفاظ على تخلفها وتبعيتها.

وجاءت هذه الوثيقة بعد أسابيع من انتشار تكهنات حول احتمال تقارب "إخوان سوريا" مع إيران، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية، وتعتبر هي الوثيقة الأولى من نوعها التي توضّح موقف الجماعة من إيران وسياساتها في المنطقة.