icon
التغطية الحية

"إبراهيم الحسين" وقصة أول لاجئ سوري يحمل شعلة الأولمبياد

2021.04.13 | 06:58 دمشق

"إبراهيم الحسين" السباح السوري
"إبراهيم الحسين" وقصة اللاجئ السوري الذي حمل شعلة الأولمبياد (amna.gr)
إسطنبول- أحمد طلب الناصر
+A
حجم الخط
-A

"فقد ساقه في الحرب السورية. على كرسي متحرك جاء إلى بلادنا. وبفضل تبرع أصدقائه بطرفٍ صناعي، تمكن من الوقوف مرة أخرى". بهذه العبارات قدّمت صحفية يونانية السبّاح الدولي السوري، إبراهيم الحسين، خلال إجرائها تقريراً مصوراً عن مسيرته وإنجازاته لإحدى وسائل الإعلام في اليونان.

 

thumbnail_13254551_497571473768574_995549218573671512_n.jpg

 

وتتابع الصحفية فتقول: "لم يستطع إبراهيم العثور على وظيفة لأنه لا يتكلم اليونانية. عمل بالتنظيف ونام في الشارع حتى حصل على منزله. عاد إلى ممارسة الرياضة التي أحبها كثيرًا، وأصبح رمزًا من خلال الجري مع الشعلة الأولمبية في عام 2016 بين جماهير اللاجئين. وكأول لاجئ حامل للشعلة، تحدثت عنه وسائل الإعلام الرئيسية في الخارج أكثر مما أشير إلى اسمه في اليونان التي يقول فيها إبراهيم إنه ولد في اليوم الذي وصل فيه اليونان".

تفاصيل الحكاية

من الشواطئ التركية، ركب إبراهيم البحر، شأنه كشأن عشرات آلاف السوريين الهاربين من الموت والقهر، ليصل في منتصف شباط 2014 إلى جزيرة يونانية نائية، قضى فيها ما يقارب 20 يوماً على سفح جبل في ظروف مأساوية دون التفكير بالعودة مطلقاً.

كان يأمل الوصول إلى ألمانيا، أو إلى أي بلد أوروبي غربي يُقدّم له العلاج ويتكرّم عليه بـ "طرف صناعي" بدل ساقه اليمنى التي بترتها قذائف الأسد خلال مراحل تدمير مدينته، دير الزور، منذ نحو 9 سنوات.

إلا أن تلك الجزيرة الموحشة والباردة "كان لها الفضل في خيار بقائي هنا في اليونان" يقول إبراهيم الحسين في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، وتابع: "تعرّفت في الجزيرة على أصدقاء كان لهم الفضل في إنقاذي وفي النجاحات التي حققتها".

 من الجزيرة إلى البطولة

من أموالهم الخاصة، جمع الأصدقاء الذين تعرّف إليهم إبراهيم مبلغاً من المال كان كافياً لمعالجة ساقه المصابة، وتأمين طرف صناعي آلي مناسب لساقه الأخرى بدل الطرف الثابت القديم الذي تسبب بالكثير من التقرحات والآلام بعد أن حصل عليه من إحدى المنظمات (الإغاثية) العاملة في تركيا قبل رحيله القسري إلى اليونان على كرسي متحرك.

حين علم أصدقاؤه الجدد بشغفه القديم برياضتيّ السباحة وكرة السلة، يقول الحسين: "تواصلت صديقة من ضمن المجموعة، مع الأندية الرياضية والاتحاد الرياضي اليوناني، ولم تدّخر جهداً إلا وبذلته، إلى أن توصّلت إلى مدربتي في السباحة، إيليني كوكينو".

 

268593_0.jpg
إبراهيم الحسين حاملاً الشعلة الأولمبية

 

 أخذت كوكينو على عاتقها تدريب الحسين ومتابعته إلى أن حاز على مراتب متقدّمة ونال العديد من الجوائز، من بينها الميدالية الذهبية حين فاز بالمركز الأول في بطولة أثينا للسباحة. كما حصل على المركز الثاني في بطولة السباحة على مستوى اليونان.

عروض أوروبية

عرض نادي ميونيخ الألماني على إبراهيم الانضمام إليه مقابل مرتّب جيد، لكنه رفض العرض "عرفاناً مني لأصدقائي اليونانيين الذين وقفوا بجانبي وقدّموا كل ما يستطيعون لمساعدتي" يقول إبراهيم.

أول أجنبي يمثل اليونان

بالرغم من نيله المركز الثاني على مستوى اليونان، طلب منه رئيس الاتحاد الرياضي العام تمثيل اليونان في بطولة العالم ضمن أولمبياد "ريو دي جانيرو" في البرازيل عام 2016.

لم يصدّق إبراهيم ما عُرض عليه إلا بعد أن رشّحه الاتحاد لحمل الشعلة الأولمبية في اليونان، وهذه المكانة لا يحظَى بها إلا كبار ومشاهير الرياضيين في اليونان والعالم. حمل إبراهيم الشعلة الأولمبية فكان أول رياضي من أصل غير يوناني يحملها هناك.

 

268594_0.jpg

 

قال إبراهيم: "أذكر جيداً كم كانت دهشتي عظيمة حين شاهدت صوري معلقة على جانبي شارع كنت أسير فيه، وكان مكتوب تحتها آنذاك: السبّاح السوري اليوناني إبراهيم الحسين. ولم ينتهِ الموضوع عند هذا الحد، بل إن رئيس الحكومة اليونانية آنذاك /أليكسيس سيبراس/ وجّه لي الشكر أكثر من مرة، وفي العديد من المناسبات".

الإعاقة ليست بالجسد

يؤمن إبراهيم أن الإعاقة ليست بفقد طرف من أطراف الجسد وإنما الإعاقة بالفكر والإرادة. لذلك يعمل إبراهيم لأكثر من 12 ساعة يوماً ويمارس الرياضة دون انقطاع، ولم يشعر في أحد الأيام بأنه مختلف عن باقي الناس، بل ويتميّز عن معظمهم.

 

170378318_10208083935773057_4607151907044954241_n.jpg

 

إبراهيم الذي ينتظر أن يشارك في تموز المقبل ضمن الألعاب الأولمبية في طوكيو، لم يخطر في باله يوماً أن يصل إلى بطولات دولية حين كان يعيش في سوريا قبل قيام الثورة، وقبل أن يفقد إحدى ساقيه وتصاب الثانية، "لم أكن لأصل إلى ربع ما وصلت إليه من اهتمام وعناية حتى بلغت بطولة العالم (ريو دي جانيرو 2016)، ولو عشتُ مئة سنة هناك، في سوريا" يقول إبراهيم.

ويختم: "أذكر حين طلب مني اتحاد الرياضة اليوناني أن أحضر لهم أوراقي وكشوفي من الاتحاد الرياضي التابع للنظام، رفض الأخير تسليمها للمحامي الذي وكّلته، وصار يستهزئ من رغبتي بالحصول على الأوراق".