icon
التغطية الحية

أنقرة تعيد هيكلة فصائل إدلب وتنخُب أربعة "ألوية كوماندوس"

2020.03.29 | 20:08 دمشق

download.jpeg
تلفزيون سوريا - منار عبدالرزاق
+A
حجم الخط
-A

قال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير لتلفزيون سوريا: إنّ "القوات التركية أنشأت لواء (كومندوس) يضم 1500 مقاتل من نخبة مقاتلي (الجبهة الوطنية للتحرير)"، وأوكلت قيادته إلى "الملازم أحمد الداني فيما عينت النقيب محمد النعسان كنائب له".

وأوضح القيادي، الذي فضّل عدم نشر اسمه، أنّ مهام اللواء الجديد "ستكون تقديم الدعم للقوات التركية على الأرض، ومراقبة تنفيذ بنود البرتوكول الأخير بين (أنقرة - روسيا)"،  وأنّه "سيتولى مكافحة أي تحركات مستفزة سواءً من قبل قوات الأسد والميلشيات الموالية لها، أو من قبل التنظيمات التي تصفها أنقرة بـ (الراديكالية) في المنطقة".

وبيّن القيادي أنّ اللواء الجديد يتبع "إدرايًا للفصائل التي شكّل منها، وعسكريًا بشكل مباشر لغرفة قيادات العمليات التركية في إدلب"، نافيًا تكليفه حتّى الآن بأية مهام قتالية أو لوجستية، ولفت إلى أنه يتم في الوقت الحالي "التحضير لتشكيل أربعة ألوية كقوات خاصة تعمل إلى جانب القوات التركية من مقاتلي (الوطنية) و(الجيش الوطني)".

وتأتي خطوة أنقرة في إعادة هيكلة فصائل المعارضة، عقب الهجوم الذي تعرضت له قواتها في ريف إدلب من قبل فصائل وصفتها بـ "الراديكالية"؛ وأدت إلى مقتل اثنين من عناصرها وجرح آخرين، كما أنها تأتي بعد انحسار مناطق السيطرة والنفوذ للفصائل في ريفي حلب وإدلب، وتتزامن مع دفعها بتعزيزات عسكرية (بشكلٍّ يومي) إلى المنطقة.

ولا يرى عمر حذيفة، وهو قياديٌ في فيلق الشام أي أفق لما ستؤول إليه الأمور في إدلب، وإمكانية قيام أنقرة بعمل عسكري ضد من تصفهم بـ "الفصائل الراديكالية" في المنطقة، ويقول: "لا أعتقد أن تركيا ستقوم بتلك المهمة الآن؛ رغم تلك التشكيلات والحشود"، لكنه لم يستبعد ذلك في حال  استمرار الاستفزازات.

ويبدو أن المشاكل التنظيمية التي تعتري الفصائل، دفعت "أنقرة" لخفض الدعم المالي عن بعضها في آذار/ مارس الجاري، إذ لم تصل حجم التعويضات (الفردية) لبعض الفصائل إلى أكثر من مئة ليرة فقط، فيما حافظت الكتلة العسكرية في منطقة درع الفرات وبنع السلام على حصتها الشهرية من الدعم، والمقدّر بأربعمائة ليرة للعنصر الواحد.

وهو ما علّله قيادي في الجيش الحر بـ "انزعاج" الأتراك من التصرفات غير المسؤولة والمنضبطة من قبل بعض الفصائل أثناء تسير الدوريات العسكرية المشتركة، إضافة إلى النتائج المخيبة للآمال في معارك ريف حلب وادلب، وفقدان تلك الفصائل السيطرة على عشرات القرى والبلدات والمدن خلال أيام، فضلًا عن الأرقام المبالغ بها من قبل بعض الفصائل من حيث أعداد العناصر.

ورغم الوضع الهش عسكريًا في إدلب، وبقاء الأبواب مفتوحة لأي سيناريوهات محتملة سواءً من ناحية ديمومة البروتوكول الملحق بـ "سوتشي" وما يفرضه من متطلبات تقتضي التحوّل في وقف إطلاق النار من مؤقت إلى دائم؛ وهو خيارٌ يدعمه المجتمع الدولي، فإن التوجس من انهيار لحظي للاتفاق في أي وقت وفتح خيارات جديدة للحل العسكري، وهي سيناريوهات تتزامن مع محاولات خجولة من قبل بعض مقاتلي المعارضة الّذين خسروا معاقلهم في ريف حلب؛ لتشكيل جسم عسكري جديد لم تتضح معالمه بعد.