البث المباشر
قال أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إن "العالم اليوم وصل إلى مرحلة حساسة ومفصلية على جميع المستويات، تتطلب مراجعات جذرية قبل أن يصل العالم إلى حالة من فقدان التوازن"، مشدداً على أنه "يتوجب علينا تحديد مستقبل النظام الدولي الذي نريد توريثه لأبنائنا".
وفي كلمة له في افتتاح "منتدى الدوحة"، اليوم السبت، أوضح أمير قطر أنه "على المستوى المجتمعي وحياة الناس فإن الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين الدول، وفي المجتمع الواحد، تنبئ بخلل جسيم في الاقتصاديات الكلية، ولا سيما بعد تعزيز قطاع التكنولوجيا ودوره في الاقتصاد وحياة الأفراد".
وأشار آل ثاني إلى "الزيادة المرعبة في معدلات الفقر العالمي، وصعوبة الوصول إلى مقومات الحياة الأساسية والتدهور إلى المجاعات في بعض الحالات"، مؤكداً على أن قطر "تؤمن أن العدالة الاجتماعية هي صمام الأمان الحقيقي للمجتمعات، ما يتطلب سياسات ضريبية عادلة لأن غالبية المجتمعات لا يمكنها الاستغناء عن خدمات الدولة".
الإسلاموفوبيا لا تقتصر على اليمين الشعبوي
وحذر أمير قطر من "الأصوات الشعبوية ذات النبرة الإقصائية في زمن التوترات المجتمعية والانكماش الاقتصادي"، مشيراً إلى أنه "من الظواهر الإقصائية التي أخذت تتصاعد في السنوات الأخيرة ظاهرة الإسلاموفوبيا".
وأوضح أنه "مع الأسف، فإن الإسلاموفوبيا لا تقتصر على قوى اليمين الشعبوي، وتحتاج إلى وقفة حازمة وجادة ضدها كتلك التي شهدها العالم في الوقفة ضد التمييز العرقي، وضد العداء للسامية"، مضيفاً أنه "مع الملاحظة المستحقة هنا فأن تهمة العداء للسامية باتت تستخدم على نحوٍ خاطئ ضد كل من ينتقد سياسات إسرائيل، الأمر الذي يضر بالصراع ضد العنصرية والعداء الفعلي للسامية".
وأعرب أمير قطر عن "الأسف على التقلص الموجود في المساحات السياسية والدبلوماسية لصالح التمدد العسكري والحلول المسلحة"، مشيراً إلى أن "عسكرة الحلول بدأت في التنامي، لتصل إلى أصعب ذرواتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية".
المجتمع الدولي فشل في إنصاف الفلسطينيين
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال أمير قطر "أذكّر بالملايين من الفلسطينيين الذين عانوا ويعانون من الاحتلال الإسرائيلي والتجاهل الدولي منذ أكثر من سبعة عقود، ومثلهم كثير من الشعوب الأخرى كالشعب السوري والشعب الأفغاني الذين فشل المجتمع الدولي في أن ينصفهم".
وأضاف أن "الحرب الأوكرانية كشفت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المعادلات التي استقر عليها النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد انقضاء الحرب الباردة، آخذة في التغير، ويتوجب علينا جميعاً، ولا سيما الدول الكبرى أن نقف وقفة جادة لتحديد مستقبل النظام الدولي".
وختم أمير قطر كلمته في المنتدى بالتأكيد على أن "العصر الذي نحلم فيه، وأعمل شخصياً من أجله، هو عصر السلام والأمن والتعايش للجميع".
وانطلقت صباح اليوم أعمال "منتدى الدوحة" في نسخته العشرين، ويستمر ليومين، تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد"، بمشاركة نخبة من رؤساء دول وحكومات وباحثين ومفكرين ومراكز دراسات وأبحاث.
