يواجه الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو الذي يوصف بآخر "دكتاتور في أوروبا" والذي يحكم البلاد منذ 26 عاماً، ضغوطا أميركية وأوروبية ودولية غير مسبوقة، بعد أن أثار غضبهم إثر انتهاكه للقواعد التي تحكم الملاحة الجوية الدولية بدعوى ورود بلاغ بوجود قنبلة على متن طائرة تابعة لشركة "رايان إير"، فقامت مقاتلة من طراز ميغ ـ 29 باعتراضها وهي تقوم برحلة بين أثينا وفيلينيوس وتقل المدون البيلاروسي المعارض، رومان بروتاسيفيتش وصديقته، صوفيا سابيغا اللذين تم توقيفهما بمجرد هبوط الطائرة في مطار مينسك.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنها ستعيد فرض عقوبات على 9 شركات مملوكة للدولة في بيلاروسيا، ردا على إجبار مينسك طائرة ركاب إيرلندية على الهبوط واعتقال بروتاسيفيتش.
ودعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أمس الجمعة، رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو إلى السماح بإجراء تحقيق دولي موثوق به، في إشارة إلى اليوم الذي أُجبرت فيه طائرة الركاب على الهبوط في مينسك.
كذلك صرحت المتحدثة أن الولايات المتحدة ستعلق أيضا اتفاقية عام 2019 بين واشنطن ومينسك، التي تسمح لشركات الطيران في كل من الدولتين باستخدام المجال الجوي للأخرى، وستتخذ إجراءات أخرى ضد حكومة لوكاشينكو.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن قد قال يوم الثلاثاء الماضي، إن عقوبات ضد "بيلاروسيا قيد الإعداد"، دون ذكر تفاصيل.
وعلاوة على واشنطن، دعت دول أوروبية في مجلس الأمن الدولي في بيان مشترك "منظمة الطيران المدني الدولي إلى التحقيق بشكل عاجل" في الحادثة، و"الإفراج الفوري" عن بروتاسيفيتش وصديقته. ويبلغ الناشط البلاروسي 26 عاماً، ورغم صغر سنه، فله مشوار طويل في معارضة نظام لوكاشينكو، فقد شارك في إدارة قناة "نيكستا" على تطبيق "تلغرام" التي كانت من منظمي الاحتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا.
ووصف رئيس الدبلوماسية الألمانية، هايكو ماس سلوك رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بأنه ينطوي على "سمات إرهابية".
وطلب مسؤولون أوروبيون إضافة أسماء للائحة من أصل 88 شخصية مقربة من لوكاشينكو، وسبع شركات مدرجة أساساً على لائحة سوداء بسبب ضلوعهم في قمع المعارضة البيلاروسية.
وأكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جووزيب بوريل أن "تحويل مسار طائرة لتوقيف راكب، يتطلب رد فعل قوي، إذا لم نستخدم الآن لغة القوة فهذا سيكون دليلاً على أننا غير قادرين على فعل ذلك".
وشدد على أن "الأوروبيين ما زالوا مترددين في فرض عقوبات اقتصادية، لكن هذه المرة علينا فعلياً أن نتخذ إجراءات يشعر لوكاشينكو بثقلها"، مضيفاً أنه يمكن القيام بذلك "بسرعة".
وأكد أن "رؤساء الدول والحكومات طلبوا منا اقتراح عقوبات اقتصادية على قطاعات محددة". وأضاف أن "بيلاروسيا مصدر كبير للبوتاسيوم (2.5 مليار دولار). كلها تمر عبر دول البلطيق. من السهل ضبطها إذا أردنا ذلك فعلياً".
وقال "يمكننا أيضاً أن نتصور أن الغاز الروسي الذي يصل إلى أوروبا عبر بيلاروسيا يمكن أن يصل عبر أنبوب غاز آخر. بيلاروسيا ستخسر حقوق النقل، وهذا أمر لا يمكن الاستهانة به".
كيف جرى اعتقال بروتاسيفيتش؟
يوم الأحد الماضي، أرسلت بيلاروسيا طائرة مقاتلة من طراز"MiG-29" لتعترض طائرة ركاب تتبع لشركة "رايان إير"، وأجبرتها على الهبوط الفوري في العاصمة البيلاروسية، مينسك، بحجة وجود قنبلة على متن الطائرة.
وبعد ذلك أوقفت الصحفي رامان براتاسفيتيش الذي كان على متن الطائرة.
وأظهرت بيانات من موقع "flightradar24" أنه جرى تحويل مسار الطائرة قبل دقيقتين فقط من موعد عبورها إلى المجال الجوي الليتواني، وبعد عدة ساعات في مينسك، أقلعت الطائرة مرة أخرى متجهة إلى فيلنيوس.
وحثت ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، حيث يوجد مقر بروتاسيفيتش، الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على الرد.
وقالت شركة "رايان إير" في بيان إن طاقم الطائرة أبلغ بيلاروسيا بوجود تهديد أمني محتمل على متن الطائرة وصدرت تعليمات بالتحول إلى أقرب مطار، مينسك، بحسب مانقلت وكالة "فرانس برس".
وذكرت وكالة الأنباء البيلاروسية "بيلتا" أن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أمر بنفسه الطائرة الحربية بمرافقة طائرة "ريان إير" إلى مينسك، وأضافت أنه لم يجرِ العثور على متفجرات.
ودعت زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفياتلانا تسيخانوسكايا، منظمة "الطيران المدني الدولي" (إيكاو) إلى طرد بيلاروسيا من المنظمة.