icon
التغطية الحية

"أميركا خدعتنا".. إسرائيل ومحاولات اللحظة الأخيرة لوقف الاتفاق النووي الإيراني

2022.08.24 | 16:13 دمشق

00
بايدن، لابيد، رئيسي (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تسابق إسرائيل الزمن واستثمار اللحظات الأخيرة لمنع تكرار ما حدث في صيف 2015، عندما وقع أوباما "الاتفاق النووي الإيراني"، ويبدو أن بايدن أقرب من أي وقت مضى لتوقيع اتفاقية متجددة تعيد إحياء الاتفاق النووي القديم.

ومع اقتراب التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن، يسود في إسرائيل اعتقاد بأن الأميركيين خدعوهم، "خدرونا بقولهم طوال الوقت أن الاتفاق لا يزال بعيد المنال"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

صرخة التحذير الأخيرة

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تعمل على مسارين متعاكسين، مسار مزدوج، الأول لإفشال الاتفاق المرتقب ومنعه، والثاني لتخفيف وطأته في حال توقيعه.

وتعتمد تل أبيب طريقة "حملة جعولد"(The Gewald campaign)، وتعني إطلاق صرخة التحذير الأخيرة قبل وقوع الكارثة، لإقناع الأميركيين بعدم التوقيع.

"جعولد"، كلمة من اللغة اليديشية (لغة اليهود في أوروبا)، وهي للتعبير عن أساليب الحملات الانتخابية التي تروج بأن التصويت لمرشح ما بأنه التزام واقعي، والتخويف من فكرة إن عدم التصويت لهذا المرشح ستحدث الكارثة.

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تخوض معركة الاحتواء في اللحظات الأخيرة على أمل أن تحدث ثغرة صغيرة تمنع توقيع اتفاق متجدد مع الإيرانيين.

وعلى المسار الثاني، في حال تم الاتفاق، تحاول إسرائيل التباحث مع الأميركيين حول مسألة كيفية منع طهران خرق الاتفاق الجديد لامتلاك السلاح النووي.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تقارير تتحدث عن قرب التوصل لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، بعد تقديم تنازلات "جوهرية" كانت سببا في عرقلة سنة ونصف من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن عبر الوسيط الأوروبي.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، هذا الأسبوع.

ومن المفترض أن ترد الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، على الرد الإيراني وعلى "المسودة النهائية" التي قدمها لهم الأوروبيون.

حملة لإقناع الأميركيين

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الأربعاء، أنه سيتوجه إلى الولايات الأميركية غداً، لإقناع إدارة البيت الأبيض بعدم التوقيع على اتفاق نووي مع الإيرانيين.

وقال غانتس، نحن على تواصل مع شركائنا الأميركيين ودول المنطقة المهددة.

وأضاف، سنبذل قصارى جهدنا للتأثير على الاتفاقية، لافتا إلى أن إسرائيل ليست طرفاً بهذه الاتفاقية، ولكنها ستعرف كيف تحافظ على حريتها في التصرف طالما كان ذلك ضرورياً.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، من الاتفاق الناشئ، لأنه "مليء بـالفجوات" المتعلقة بالخطر الإيراني في المستقبل نووياً، ويسهم في تحسين اقتصاد إيران، ما يزيد من نفوذها إقليمياً.

بحسب أجندة الزيارة، سيزور غانتس قاعدة مقر القيادة المركزية الأميركية، في ولاية فلوريدا، ويلتقي قائدها الجنرال مايكل كوريلا، لعقد سلسلة من الاجتماعات.

ومن المقرر أن يلتقي في اليوم التالي، الجمعة، مع مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة جايك سوليفان، لتوضيح موقف إسرائيل بشأن الاتفاقية المرتقبة، ومن المتوقع أن يقلع غانتس في اليوم التالي إلى اليابان.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن غانتس سيناقش في اجتماعاته مسألة كيفية ضمان عدم تدفق الأموال الضخمة التي سيتم الإفراج عنها للإيرانيين وعلى ميليشياتهم في المنطقة.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، تحوّل إيران في الوقت الراهن نحو نصف مليار دولار إلى حزب الله.

يشار إلى أن زيارة وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة كانت مخططة في وقت سابق، إلا أن لقاءه مع سوليفان أضيف في خضم التقارير التي تحدثت عن تقارب بين واشنطن وطهران نحو تجديد الاتفاق النووي.

أمس الثلاثاء، التقى سوليفان مع نظيره الإسرائيلي مستشار الأمن القومي إيال حولتا، أكد سوليفان تجديد التزام واشنطن بضمان أمن إسرائيل وتفوقها بالمنطقة ومنع إيران من حيازة السلاح النووي.

أمل اللحظات الأخيرة

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي البديل نفتالي بينيت من أن الإيرانيين سيتستمرون بإنشاء قاعات سرية لأجهزة الطرد المركزي، إذا لم يتم تغيير أحد بنود الاتفاقية الناشئة.

وقال بينيت، لا تزال هناك فرصة لوقف هذا الاتفاق، داعياً الرئيس الأميركي لعدم التوقيع.

وأشار بينيت إلى أن الاتفاق كان وشيكاً قبل أربعة أشهر، ولكن إسرائيل تمكنت من الإجراءات القوية في منع ذلك.

وأضاف، لمدة عام كامل منعنا التوصل إلى اتفاق، ويمكننا تكرار هذا الإنجاز اليوم أيضاً.

وقال بينيت في تغريدة نشرها على حسابه على موقع "تويتر"، باللغتين العبرية والإنجليزية، أن الاتفاقية "ستصب حول ربع تريليون دولار في خزائن النظام الإرهابي الإيراني وأذرعه الإقليمية، وسيسمح لإيران بتطوير وتركيب وتشغيل أجهزة طرد مركزي بلا حدود تقريباً، في غضون عامين".

الخروج من غرف الإنعاش

شهدت المفاوضات السرية وغير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي، المبرم في عام 2015، انتعاشاً وتقدماً غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تراجع إيران عن مطالبها التي تصفها واشنطن بـ "التعجيزية".

وكان الاتحاد الأوروبي طرح في الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا، مطلع آب/أغسطس الجاري، "مسودة نهائية" (العرض النهائي)، لإنقاذ الاتفاق النووي، الذي كان على وشك الانهيار منذ انسحاب ترامب منه في 2018.

ودعا الاتحاد الأوروبي كلا من طهران وواشنطن للرد على المقترح.

بدورها، قدمت إيران ردها الأسبوع الماضي على المسودة الأوروبية، ووصف مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الرد الإيراني بـ "المعقول".

وبحسب المسؤولين الأميركيين فإن إيران تخلت عن شرطها بإزالة "الحرس الثوري" من قوائم الإرهاب الأميركية كما تنازلت عن إصرارها بإغلاق ملفات التحقيق بـ "بقايا اليورانيوم" من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في حين لم تقدم واشنطن ردها النهائي، في ظل "تفاؤل حذر" مع عودة الزخم الإيجابي لـ "المفاوضات النووية".

ومن المتوقع اليوم يصدر الرد الأميركي ليحدد مصير هل هناك اتفاق نووي أم لا؟