icon
التغطية الحية

ألف نسخة بـ مليون ليرة.. تراجع الإقبال على طباعة إمساكيات رمضان بدمشق

2023.03.22 | 13:24 دمشق

إمساكية رمضان
إمساكيات رمضان في سوريا
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

تجنّب كثير من الباعة والتجّار وحتى الشركات، طباعة إمساكيات رمضان التي تعدّ تقليداً سنوياً، وتوزّع على الناس كنوع من الدعاية، بداية شهر رمضان المبارك، حيث لم يُقدم على هذه الخطوة سوى نسبة قليلة، أكّدوا أنها مكلفة جداً وقد تسبّب لهم كثيراً من الخسائر، خاصةً لأصحاب المحال الصغيرة.

أجرة العمّال أهم

قال وجدي وهو صاحب محل حلويات في الجزماتية بمدينة دمشق، إنه اعتاد سنوياً طباعة 2000 إمساكية وتوزيعها على المارة قبل يوم من شهر رمضان أو في اليوم الأول، إضافةً إلى وضع بعض النسخ في المحل لتوزيعها على الزبائن، معتبراً ذلك نوعاً من الدعاية لمحله، لكنه صُدم هذا العام بالتكاليف المرتفعة والتي يمكن أن يوظفها في أماكن أهم كرواتب العاملين لديه.

وأشار إلى أنه على الرغم من كون هذه الخطوة الإعلانية مهمة لمحال الحلويات، خلال شهر رمضان وعيد الفطر الذي يعتبر موسماً لهم، فإن قلّة الإقبال بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة، خفّض من مدخول المحل اليومي، ومن غير الواضح كيف سيكون الإقبال في رمضان، مردفاً: "بالتأكيد سيكون أقل من نصف الإقبال العام الماضي وفقاً لما لمسه الفترة الماضية".

وارتفعت أسعار الحلويات في أسواق دمشق بنسبة وصلت إلى أكثر من 100% خلال أقل من عام، بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان، وقال رئيس الجمعية الحرفية للحلويات والبوظة والمرطبات في دمشق بسام قلعجي لإذاعة (ميلودي إف إم) المقرّبة من النظام السوري، إن "الطلب على الحلويات متدنٍ بصورة كبيرة نظراً لغلاء المواد الذي سبب إرباكاً للمنتجين".

وأوضح أن "الحرفي بات غير قادر على تغطية أجور عماله ومصاريف منشأته، ومع عدم قدرته على رفع الأجور يخسر كوادره التي تسافر إلى بلد آخر. مبيناً أن "نحو 70% من ورشات الحلويات متوقفة عن العمل بسبب انخفاض الطلب نتيجة قلة أعداد المستهلكين، ووضع الكهرباء وغيرها".

وأضاف وجدي، أنّ أرخص 2000 نسخة من الإمساكيات من القياس الوسط، كلفتها تصل إلى مليون ليرة سوريّة تقريباً، وهذا المبلغ يمكن أن يغطي أجرة عاملين صغار على الأقل.

أسعار إمساكيات رمضان في دمشق

وخلال جولة على عدة مطابع بدمشق، رصد موقع تلفزيون سوريا أسعار الإمساكيات، حيث بلغ سعر الـ1000 نسخة من الإمساكيات (قياس وسط) ونوع الورق سميك وجيد بطباعة عالية الجودة مع تصميم من قبل مختص، بين 450 و 550 ألف ليرة سورية، بينما تراوح سعر القياس الكبير بين 800 ألف ومليون ليرة.

وتراوح سعر الـ1000 نسخة من القياس الوسط من نوع ورق رقيق مع طباعة عادية وتصميم بين 350 و 400 ألف ليرة، والقياس الكبير بين 600 و 700 ألف ليرة.

ويختلف السعر صعوداً وهبوطاً بين محل وآخر وتبعاً لجودة الطباعة والتصميم والورق، حيث اتجه بعضهم إلى طباعة إمساكيات صغيرة بقياس ورقة A4 بين 200 و 250 ألف ليرة.

ارتفاع الكلف يرفع أسعار الإمساكيات

بحسب المطابع، فإنّ أقل عدد من النسخ التي يمكن طباعتها هو 1000 نسخة، ولا يمكن طباعة عدد أقل، لذلك اتجه بعض الزبائن إلى طباعة إمساكيات مشتركة عليها شعارات وأسماء أكثر من تاجر ومحل.

وقال صاحب أحد المطابع في منطقة البرامكة، إنّ الإقبال على طباعة الإمساكيات كان يتناقص بشكل سنوي، لكن هذا العام يعتبر أقل عام فيه إقبال على الطباعة بسبب ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن سبب ارتفاع الأسعار هو كلف التشغيل من محروقات للمولدات الضخمة التي تشغل المطبعة والحواسب، وارتفاع أسعار الورق والأحبار وأجرة المصممين.

إمساكيات إلكترونية

على صعيد آخر، اتجه بعض التجّار وأصحاب المحال إلى أسلوب آخر يتناسب والعصر الرقمي، وهو أقل كلفة من الطباعة التقليدية، وذلك من خلال طلب تصميم إمساكية إلكترونياً عليها شعار واسم وعنوان المحل أو التاجر، ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

إمساكية رمضان دمشق
إمساكية رمضان 1444 هـ في دمشق 

وقال ممدوح وهو صاحب محل بيع وصيانة موبايلات في مساكن برزة، إنه لم يطبع هذا العام إمساكية، بل صمّمها إلكترونياً بـ25 ألف ليرة سوريّة، ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع الموظفين لديه.

ما هي إمساكية رمضان؟

تعتبر إمساكية رمضان دليلاً للصائمين على مواعيد السحور والإمساك والفطور وفقاً لتوقيتات الآذان التي تتناقص أو تتزايد خلال شهر رمضان، بحسب الفصل الذي يحل فيه الشهر.

وجاءت تسمية إمساكية رمضان اشتقاقاً من الكلمة العربية "إمساك"، ويعني الإمساك توقّف الصائم عن الأكل والشرب والجماع في نهار رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

وظهرت الإمساكية بدايةً في مصر (1262هـ-1846م)، قبل وفاة محمد علي باشا الكبير بعامين، وطُبعت في مطبعة "بولاق" وكانت تُعْرَف بـ"إمساكية ولي النعم"، وطُبعت على ورقة صفراء ذات زخرفة بقياس (27 سم * 17.5 سم).