نفت "المديرية العامة للآثار والمتاحف" بدمشق، ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية حول اكتشاف أقدم كتابة "أبجدية" في العالم، بمنطقة "أمّ المَرا" بريف حلب الشرقي.
وقالت المديرية في بيان يوم الأحد، إن هذا الاكتشاف هو "مجرد فرضية نشرها عالم الآثار الذي عمل ضمن بعثة أميركية في الموقع المذكور في كتاب له عام 2010، وأعيد تداولها مؤخراً دون وجود تنقيبات حديثة في الموقع".
ونقلت وكالة أنباء النظام (سانا) عن مدير الآثار والمتاحف محمد نظير عوض، تأكيده أن مثل هذه الدراسات تحتاج لوقت كبير لإثباتها وأن ما تم نشره غير دقيق.
نبأ اكتشاف أقدم أبجدية
وتداولت وسائل الإعلام مؤخراً خبراً مفاده عثور فريق من الباحثين من جامعة جونز هوبكنز الأميركية على أسطوانات طينية في تل أم المرا شرقي حلب، محفور عليها كتابة أبجدية، أقدم بنحو 500 عام من أقدم النصوص المكتشفة سابقاً.
وبحسب الخبر الذي استند إلى تقرير نشرته الجامعة الأميركية على موقعها الرسمي، فقد اكتشف فريق من الجامعة بقيادة أستاذ الآثار البروفيسور جلين شوارتز، أسطوانات طينية بطول الإصبع محفور عليها نقوش أبجدية، وذلك خلال حفريات قبر في تل أم المرا شرقي حلب.
وكان هذا الموقع أحد المدن القديمة في الشرق الأوسط، ويعتبر أحد أول المراكز الحضرية متوسطة الحجم التي ظهرت في غربي سوريا.
وأشرف البروفسور شوارتز، الذي يدرس كيف تطورت المناطق الحضرية المبكرة في جميع أنحاء سوريا، وكيف ظهرت المدن الأصغر في المنطقة، على حفريات أثرية استمرت 16 عاماً في تل أم المرا، مع زملاء من جامعة أمستردام.
وقال البرفسور شوارتز عن الأسطوانات إنها "كانت مثقوبة، لذا أتخيل خيطاً يربطها بجسم آخر ليكون بمثابة علامة. ربما كانت الأسطوانات توضح محتويات إناء، أو ربما من أين جاء الإناء، أو من كان ينتمي إليه"، مضيفاً أنه "بدون وسيلة لترجمة الكتابة، لا يمكننا إلا التكهن".
وباستخدام تقنيات تأريخ الكربون 14 (C14)، أكد الباحثون أن تاريخ الكتابة على الأسطوانات يرجع إلى نحو 2400 قبل الميلاد، أي ما يقرب من 500 عام أقدم من الأمثلة المعروفة للكتابة الأبجدية.