icon
التغطية الحية

أطباء يستخدمون "الزجاج الذكي" للوصول إلى السوريين في الأردن

2021.01.19 | 17:22 دمشق

960x0.jpg
فوربس-ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يستخدم فريق يضم أطباء من مختلف بقاع العالم تقنية الزجاج الذكي للوصول إلى مجتمعات اللاجئين السوريين  والتجمعات البعيدة على حدود الأردن مع سوريا خلال فترة تفشي جائحة فيروس كورونا.

إذ على مدار سنوات عديدة، قام أطباء تطوعوا لدى مؤسسة أطفال الحرب، وهي منظمة غير ربحية مقرها في لوس آنجلوس تسعى لتعزيز الوصول إلى الرعاية الطبية بالنسبة للمجتمعات المتضررة بسبب الحرب والفقر والكوراث الطبيعية، وتغير المناخ والتمييز، بالسفر إلى الأردن وغيرها من البلدان لتقديم الرعاية الطبية للأطفال الذين يعيشون في مخيمات اللجوء وفي المناطق القصية.

وأهم جزء من عملهم هو فرز المرضى، وتقييم وضعهم الصحي والعمل على تقرير نوع العلاج الذي يحتاجونه.

وفي الوقت الذي تتوفر فيه خدمات الرعاية الصحية لكل اللاجئين المسجلين في الأردن، ترى مؤسسة هذه المنظمة السيدة أمل نجار بأن محدودية الموارد إلى جانب زيادة الضغط على نظام الرعاية الصحية لدى القطاع العام قد أجبر كثيرين على إهمال احتياجات الرعاية الصحية لديهم، وقد زاد تفشي جائحة فيروس كورونا من خطورة هذا الوضع.

اقرأ أيضا: ما شروط الدخول والخروج من الأردن بعد فتح الحدود مع سوريا؟

إذ بحسب ما أوردته مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، فإن الحصول على رعاية صحية ذات أسعار معقولة يعتبر أمراً شاقاً بالنسبة للاجئين في الأردن، ولهذا فقد تم تصنيف نصف اللاجئين في تلك الدولة على أنهم الفئة الأضعف من الناحية الطبية.

وبالرغم من أن مؤسسة أطفال الحرب ظلت تسعى لرأب ذلك الصدع وسد كل تلك الثغرات، إلا أن هذه المنظمة غير الربحية اضطرت في أعقاب تفشي الفيروس، إلى تعليق رحلاتها، وهكذا أصبح عشرات الأطفال الذين كانوا يتلقون مساعدة طبية عبر ذلك البرنامج غير قادرين على الوصول إلى ذلك المصدر.

وعن ذلك تقول السيدة أمل: "تم وضع عدد كبير من هؤلاء الأطفال على قائمة الانتظار لأن حالتهم الصحية مستعجلة"، ومع امتداد الجائحة لأشهر، تتابع فتقول: "ما رأيناه كان... رحيل البعض منهم".

إلا أن السيدة أمل بما أنها عقدت العزم على إيجاد حل لتلك المشكلة، تعاونت مع برايان هاملتون رئيس شركة هيبو للتقانة وأحد مؤسسيها، وهي مؤسسة تقنية تهدف إلى سد الفجوة بين الرعاية الفعلية والرعاية الافتراضية، والتي اقترحت على مؤسسة أطفال الحرب أن تستخدم تقنية الزجاج الذكي الذي تنتجه تلك الشركة وأن تضعه في مرحلة الاختبار.

وهكذا تمكن 11 جراحا من ثلاث قارات في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي من اختبار هذا البرنامج، الذي يعتمد على تقديم: "استشارات افتراضية في الوقت الفعلي للاجئين السوريين" حسب ما ذكرت السيدة أمل وأضافت: "قمنا بأول عملية عن بعد لتصنيف المرضى بشكل مباشر على الحدود السورية، حيث استخدم فريقنا الزجاج الذكي ونقطة اتصال ساخنة للقيام بعملية التواصل".

اقرأ أيضا: الأردن.. القبض على شخص حاول التسلل إلى سوريا

ولقد كان الدكتور باول كوكوروفسكي وهو أستاذ مساعد في علم أمراض المسالك البولية لدى قسم جراحة المسالك البولية لدى الأطفال بمشفى الأطفال في لوس آنجلوس، أحد الأطباء الذين شاركوا في تلك التجربة، حيث ذكر أنه دهش بكم الإنجاز الذي يمكن تحقيقه عبر استخدام تلك التقنية، بوجود متطوعين على الأرض يغطون ما يقارب 112 كم مهمتهم زيارة المرضى مع السماح بتقييم وضعهم عبر الزجاج الذكي الذي يقوم بوظيفة السمع والبصر لديهم، ويعلق على ذلك بالقول: "بدل قطع كل تلك المسافة وصولاً إلى الأردن ثم المكوث والالتزام، مع المرور بعجالة على 70 شخصا في اليوم الواحد، وهذا العدد كما تعرفون يزيد بثلاثة أو أربعة أضعاف عن عدد المرضى الذين يمكنني معاينتهم بشكل اعتيادي هنا في مجال عملي".

وقد ذكر الدكتور كوكوروفسكي بأن الزجاج الذكي يتيح للأطباء العمل بشكل أبطأ، و:"إمضاء وقت أطول قليلاً في طرح الأسئلة على العائلات" التي يلتقون بها، وأضاف: "إنها طريقة رائعة بالفعل لتقسيم عملية فرز المرضى".

ومع انبهاره بسهولة إنجاز عملية التصنيف والفرز للمرضى عبر الزجاج الذكي، اعترف هذا الطبيب بالعوائق المادية لتقديم الرعاية الصحية عبر تقنية الزجاج الذكي وذكر أنه في نهاية الأمر بعد أن تنتهي عملية التقييم والفرز، لا بد أن يحتاج الأطفال الذين قام بتقييم وضعهم إلى من يقدم لهم الرعاية على أرض الواقع.

بيد أن تقديم تدريب طبي عبر مسافات شاسعة يمكن أن يصبح أسهل عبر تقنية الزجاج الذكي برأي مؤسسة أطفال الحرب وشركة هيبو للتقانة، إذ تقول السيدة أمل: "إن عملية الفرز ما هي إلا جانب صغير مما نحاول القيام به عبر هذه التقنية".

اقرأ أيضا: "كورونا" يثقل كاهل العمال السوريين في الأردن

وفي خضم تفشي جائحة فيروس كورونا، أعلن رئيس شركة هيبو للتقانة وأحد مؤسسيها السيد برايان هاملتون بأن المتخصصين في مجال الطب في مختلف بقاع العالم اضطروا للتكيف مع الظروف، فأصبح كثيرون منهم ينظرون إلى تلك التقنية على أنها تسد الفراغ، ويشمل ذلك الاعتماد بشكل أكبر على الاستشارات عبر الفيديو مقارنة بأي وقت مضى، وأضاف بأن المستقبل لدمج التقانة أكثر فأكثر ضمن الرعاية الصحية والتدريب الطبي، وعلق أخيراً: "كانت الرعاية الصحية على أهبة التعطل نظراً لوجود قدر كبير من الجهود الضائعة فيها، ولعلنا بوسعنا أن ندخر الكثير من الأموال في مجال الرعاية الصحية مع التخلص من الكثير من الهدر إلى جانب إمكانية نشر المعرفة في أي مكان في هذا العالم".

اقرأ أيضا: مخيمات الأردن.. القصة الكاملة لمأساة لاجئي الجنوب السوري

وقد وافقته السيدة أمل فيما ذكر عندما قالت: "إن الفرص لا تنتهي، لا سيما الآن مع تضاؤل تلك الفجوة الإلكترونية".

المصدر: فوربس