icon
التغطية الحية

أطباء وعاملون إنسانيون يطلقون حملة توعية بكورونا في شمال سوريا

2020.03.22 | 18:09 دمشق

20200322_2_41494563_53304187.jpg
إدلب - منصور حسين - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

توسّعت الحملة الوقائية التي يقوم بها الدفاع المدني السوري لتشمل إدلب وريف حماة مع استمرارها في حلب، في حين أطلق ناشطون وأطباء وعاملون إنسانيون مبادرة توعوية بمخاطر الفيروس وطرق الوقاية منه باسم "خليك في البيت".

ودعا العاملون في القطاع الصحي في شمال غرب سوريا الأهالي إلى التزام منازلهم للوقاية من فيروس كورونا، حيث رفع طاقم طبي من أمام مستشفى عفرين، لافتات كتبت عليها عبارة "لطفاً نحن باقون هنا من أجلكم، أنتم ابقوا في منازلكم من أجلنا". 

وأوضح منسق الخدمات الطبية من قبل وزارة الصحة التركية في سوريا أوميت موطلو ترياكي، يوم الجمعة بأن الطواقم الطبية ترسل عينات من الحالات المشتبه فيها إلى المختبرات بتركيا، للتأكد إن كان أصحابها يحملون الفيروس أم لا. 

ووفقاً للمنسق، أرسلت المستشفيات حتى يوم الجمعة الفائت 10 عينات مشتبه فيها إلى تركيا وجميع نتائجها كانت سلبية.

ورفع متطوعون في الدفاع المدني اليوم الأحد، ضمن حملته التوعوية "خليك في البيت"، لافتات حثّوا فيها الناس على البقاء في منازلهم كإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا، بالتزامن مع استمراره بحملة التعقيم الوقائي للمرافق العامة في الشمال السوري.

 

90866218_1552844118204671_5154218079575605248_o.jpg

 

عائلات دخلت بالحجر الصحي الذاتي والتزمت منازلها

"أبو أحمد" وهو رجل في الأربعين من عمره، مقيم في مخيم "الملعب" قرب مدينة "جرابلس" بريف حلب الشمالي الشرقي، لم يعد يأمن إرسال أبنائه لمدارسهم والمعهد التعليمي الموجود داخل المخيم، بعد تفشي وباء "كورونا" في الدول المحيطة بسوريا وعلى رأسها تركيا، وورود أنباء عن تفشي المرض في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وتخوفه من انتقال العدوى لأحد أبنائه.

يقول "أبو أحمد" لموقع تلفزيون سوريا "تغيبت عن صلاة الجماعة يوم الجمعة الماضي خشية الإصابة بالعدوى، فقد يكون الوباء قد انتشر فعلاً في مناطقنا لكن غياب الأجهزة اللازمة لتشخيصه يحول دون الإعلان عنه، وهو أسوأ الاحتمالات التي نرجو ألا تتحقق، لكن علينا الحذر من هذا الوباء الذي ضرب جميع دول العالم".

وأضاف: "منعت أبنائي من الذهاب إلى المدرسة وامتنعنا عن الاحتكاك مع باقي العائلات الموجودة داخل المخيم قدر الإمكان، وهو إجراء وقائي يحمينا ويحمي الناس في حال كنا قد أصبنا لا قدر الله، خاصة وأن خيمتنا فيها والدة زوجتي ووالدها وهما كبيران في السن، وقد سمعنا أن مخاطر إصابتهم بالعدوى تكون مرتفعة وقاتلة".

 

حملة وقائية يطلقها الدفاع المدني

وازدادت احتمالية وصول وباء فيروس كورونا المستجد (covid_19) إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وما يترتب عليه من كارثة إنسانية، وذلك بسبب ارتفاع أعداد المصابين وتفشيه في الدول المجاورة، وافتقار الشمال السوري للإمكانات الطبية اللازمة لمواجهة الوباء، نتيجة حملات القصف المستمرة على المراكز والمنشآت الطبية من قبل طيران نظام الأسد وروسيا، وعدم وجود تحرك جدي من قبل منظمة الصحة العالمية لدعم المراكز الطبية في الشمال السوري.

ولمحاولة تلافي ما أمكن من هذا القصور، أطلق الدفاع المدني السوري المعروف باسم "منظمة الخوذ البيضاء" بالتعاون مع وزارتي الصحة والتربية في تركيا، يوم الأربعاء الماضي، حملة توعية ووقاية من فايروس كورونا، تستهدف مناطق الشمال السوري التي تشهد اكتظاظاً سكانياً مرتفعاً.

وقال حسام بدوي "مدير مكتب التوعية والتدريب" في الدفاع المدني السوري: إن الدفاع المدني السوري بدأ باتخاذ إجراءات احترازية ووقائية منذ بداية تفشي الوباء في الدول المجاورة لسوريا، وقد وضع خطة لمواجهة انتشار الفايروس، من خلال العمل على عدة محاور، أهمها "التوعية"، حيث نفّذ الدفاع المدني 328 جلسة توعوية في الشمال السوري، مترافقة مع نشر الملصقات في المناطق السكنية وتسجيل المقاطع المصورة عبر شبكات الإنترنت، للتعريف بالوباء وأعراضه وطرق العدوى وطرق الوقاية منه وتوصيات عامة ومعلومات طبية.

وأضاف: يوم الأربعاء الماضي انطلقت فرقنا في ريف حلب للقيام بمهام التعقيم وهي الإجراء الاحترازي الثاني ضمن خطتنا، وهذا الإجراء يستهدف تعقيم المنشآت والمرافق الخدمية والمراكز التعليمية ودور العبادة، والتجمعات السكانية في المدن والمخيمات الحدودية التي تشهد اكتظاظاً سكانياً مرتفعاً، وتركز الحملة على تعقيم المدارس والمخيمات ومراكز الإيواء التي بنيت حديثاً نظراً لغياب الخدمات عن معظمها.

وأكد حسام بدوي على "أن جميع كوادر الدفاع المدني المنتشرة في مختلف أرجاء المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والمقدر تعدادها بـ "2700" عنصر، في حالة استعداد دائمة لمواجهة تفشي الوباء".

 

التجهيزات المستخدمة في الحملة

وحول التجهيزات والتحضيرات يقول "إبراهيم الحاج" مدير المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بحلب: تم تدريب عدد من المتطوعين المشاركين في الحملة على استخدام المواد المعقمة وطرق خلطها، وتزويد فرقنا بمادة "Benli" المستخدمة في عملية التعقيم من قبل الجانب التركي، وهي مادة آمنة لا تسبب أي آثار جانبية، ويمكن الدخول إلى المكان المعقم بعد ساعة من رشها، وتستمر فاعليتها لمدة أربعة أيام.

 

 

وأضاف: الحملة تستهدف بشكل عام المرافق الخدمية والمدارس كخطوة أولى، ومن المقرر تعقيم 262 مدرسة في مدينة عفرين التي انطلقت منها الحملة، قبل عودة الطلاب لمدارسهم بعد إيقاف الدوام فيها، وستمتد لتشمل كافة مناطق الشمال السوري.

الاستعداد للأسوأ

وعن استعدادات الفرق العاملة في المجال الإنساني والطبي يوضح منسق الوصول الإنساني، عبيدة دندوش: تم توحيد الجهود بين فرق الدفاع المدني والمؤسسات الطبية لمواجهة خطر انتشار الوباء في الشمال السوري، وتسعى منظمة سوريا للإغاثة والتنمية "SRD" إلى تدريب 540 متطوعاً وعاملاً في المجال الإنساني للتعامل مع حوادث الإصابة وتفشي المرض، إضافة إلى تدريب عدد من المتطوعين التابعين للدفاع المدني، حيث يكون التدريب موحداً وشاملاً لجعل الكوادر جاهزة ومستعدة معلوماتياً ولوجستياً لمواجهة أي انتشار للفايروس المستجد في مناطقنا.

وعن مراكز الحجر الصحي قال "عبيدة دندوش": تم تجهيز العديد من المشافي الميدانية في الشمال السوري لاستقبال حالات الإصابة بفايروس كورونا المستجد والتعامل معها، من خلال تجهيز غرف حجر صحي وغرف عناية مركزة خاصة بحالات العدوى منها مشفى "الداخلية في مدينة إدلب ومشفى "القدس" في مدينة الدانا بريف إدلب ومشفى ميداني في مدينة "أطمة" ومشفى ميداني في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.

الحملة الوقائية التي أطلقها الدفاع المدني بدأت في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي التي تشهد اكتظاظاً سكانياً مرتفعاً، يوم الأربعاء الماضي، وتركزت على تعقيم المراكز التعليمية ومراكز الإيواء والمخيمات التي بنيت حديثاً في المدينة خلال حملة التهجير والنزوح الأخيرة.

وقال إسماعيل نعسان مدير فوج الدفاع المدني بعفرين لتلفزيون سوريا: انطلقت الحملة الوقائية من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وقام الدفاع المدني بانتداب "عشرين متطوعاً" من كوادره تم تدريبهم على استخدام مواد التعقيم، وتزويدهم بالمعدات والمواد اللازمة للقيام بعمليات تعقيم المدارس ومراكز الإيواء والمخيمات التي بنيت حديثاً في المدينة، وستستمر الحملة لمدة ثلاثة أيام قابلة للزيادة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في بيان لها من انفجار هائل بأعداد المصابين بفايروس كورونا المستجد في دولتي سوريا واليمن، على الرغم من عدم إعلانهما عن تسجيل حالات إصابة حتى اللحظة، في حين أكد ناشطون ووكالات إخبارية سوريا وجود حالات إصابة بالفايروس داخل مناطق سيطرة النظام لم يتم الاعلان عنها.