icon
التغطية الحية

أطباء بلا حدود: أزمة مياه حادة تهدد شمال سوريا بمخاطر جسيمة

2021.09.28 | 18:06 دمشق

11.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نبّهت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الثلاثاء إلى أن محدودية الوصول إلى المياه النظيفة في شمال سوريا تفاقم انتشار الأمراض كما تعيق إجراءات النظافة الأساسية في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بكوفيد-19.

وحذّرت المنظمة في بيان من أن الناس يواجهون "وضعاً مزرياً في شمال سوريا، حيث وصلت محدوديّة الوصول إلى المياه النظيفة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة".

وقال مسؤول التوعية الصحيّة في المنظمة في شمال غربي سوريا إبراهيم مغلاج، "نواجه بانتظام الآثار الصحيّة الناجمة عن نوعية المياه الرديئة، والتي غالباً ما تجلب الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشكلات الصحيّة إلى المخيمات، مثل الإسهال والتهاب الكبد والقوباء والجرب والعديد من الأمراض الأخرى".

وفي وقت يسجل فيه شمال غربي سوريا "زيادة مقلقة" بحالات كوفيد-19، يعيق "الوصول المحدود إلى المياه بشكل خطير إجراءات النظافة الأساسيّة للوقاية من الفيروس وعلاجه"، وفق مغلاج.

انخفاض تمويل المياه في سوريا إلى ثلث ما تمّ إنفاقه العام الماضي

وفاقم نقص التمويل الوضع سوءاً، إذ تشكّل أنشطة تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة حالياً أربعة في المئة فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة بكاملها في جميع أرجاء سوريا، وفق المنظمة، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه العام الماضي على الأنشطة ذاتها.

ومع وقف العديد من المنظمات أنشطة نقل المياه بالشاحنات في العديد من المخيمات، تأثرت مناطق بشدة بينها منطقة دير حسّان في ريف إدلب الشمالي، حيث زادت الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 47 في المئة بين شهري أيار وحزيران 2021، وفق ما ذكرت المنسّقة الطبيّة للمنظمة تيريزا غراسيفا.

في تموز الفائت، لاحظت المنظمة ارتفاعاً في حالات الإسهال في أكثر من 30 مخيماً في محافظة إدلب.

وقال المنسق الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود بنجامين موتيسو "إن فجوات التمويل لا تنفك تزداد"، في حين لا تستطيع منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات "سدّ جميع الفجوات".

وأكد أن "صحة الناس في خطر، ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة في حال عدم قدرتهم على الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية" داعياً الجهات المانحة إلى "الإسراع في تخصيص الأموال وضمان استمراريّة أنشطة توفير المياه والصرف الصحي الضرورية لبقاء الناس في شمال سوريا".

الملايين يواجهون نقص المياه والخدمات الصحية في شمال شرقي سوريا

ولم يبق سكان مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا بمنأى عن الأمراض المنقولة بالمياه، فضلاً عن زيادة انعدام الأمن الغذائي.

وأفاد مركز رعاية صحيّة أوليّة تدعمه المنظمة في الرقة أنّ عدد حالات الإسهال في أيار كان أعلى بنسبة 50 في المئة مقارنة بالشهر ذاته في العام الماضي.

ويواجه مليون شخص في الحسكة صعوبة في الوصول إلى المياه منذ نحو عامين، بسبب الانقطاع المتكرر في توفير المياه من محطة مياه علوك، كما تأثر سكان شمال شرقي سوريا بالانخفاض الحاد في حجم المياه المتدفقة في نهر الفرات، وهو أهم مصدر للمياه في المنطقة.