icon
التغطية الحية

أسوشيتد برس: تنظيم الدولة يشن ضربات "من الظل" في سوريا والعراق

2022.01.30 | 17:38 دمشق

altnzyyym.jpeg
هجمات تنظيم الدولة في سوريا والعراق (AP)
إسطنبول- ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أوردت "أسوشيتد برس" تقريراً سلطت فيه الضوء على تصاعد وتيرة الهجمات التي يشنها تنظيم "الدولة"، واتساع رقعتها وتنوّع أهدافها، في كلّ من سوريا والعراق في إشارة واضحة إلى أن الحرب ما تزال قائمة بالرغم من إعلان القضاء على التنظيم منذ نحو 3 سنوات.

ويلفت التقرير إلى أنه مع تنفيذ هجومه الأخير على سجن غويران في شمال شرقي سوريا بالتزامن مع هجومه (المميت) على ثكنات الجيش في العراق، عاد تنظيم "الدولة" ليتصدر عناوين الأخبار خلال الأسبوع الماضي.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الهجمات هي الأكثر جرأة منذ أن فقدت الجماعة المتطرفة آخر قطعة من أراضيها في عام 2019 بمساعدة تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، بعد حرب استمرت سنوات وتركت العراق وسوريا في حالة خراب.

ويتابع التقرير:

يقول السكان في كلا البلدين إن العمليات الأخيرة لـ (داعش) رفيعة المستوى، وأكدت مخاوفهم من أن الانهيار الاقتصادي وترهل الحكومة والنظام، والتوترات العرقية المتزايدة في المنطقة الفقيرة، سيؤدي إلى عكس المكاسب المتوقعة من مكافحة التنظيم، ما يسمح للأخير بتهديد أجزاء ما يسمى (دولة الخلافة) السابقة مجدداً.

هجمات في سوريا

قال رجل سوري -اشترط عدم ذكر اسمه- إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، نفذ مسلحون هجمات متكررة في بلدته الشحيل، معقل (داعش) في السابق في محافظة دير الزور شرقي سوريا. وضربوا أفراداً من قوات الأمن التي يقودها الأكراد أو (الإدارة المحلية) قبل أن يختفوا: "كنا نعتقد أن الأمر قد انتهى ولن يعودوا. ثم فجأة ينقلب كل شيء رأسًا على عقب مرة أخرى".

وأضاف: "إنهم في كل مكان، وهم يضربون بسرعة وفي الغالب في الظلام، ما يخلق هالة من قوة التخفي المنتشرة في المنطقة".

خسر تنظيم "الدولة" آخر رقعة من أراضيه بالقرب من الباغوز في شرقي سوريا في آذار 2019. ومنذ ذلك الوقت، انطلق إلى حد كبير تحت الأرض وشن تمردًا منخفض المستوى، بما في ذلك تفجيرات على جوانب الطرق واغتيالات وهجمات كر وفر استهدفت في الغالب قوات الأمن.

في شرقي سوريا، نفذ المسلحون نحو 342 عملية خلال العام الماضي، العديد منها هجمات على القوات التي يقودها الأكراد.

وكانت عملية الهروب من السجن في الـ20 من كانون الثاني الجاري في منطقة الحسكة السورية هي أكثر عمليات التنظيم تعقيدًا حتى الآن. إذ اقتحم المسلحون السجن بهدف هروب الآلاف من (رفاقهم)، بعضهم نفّذ أعمال شغب داخل السجن في الوقت نفسه. سمح المهاجمون لبعض النزلاء بالفرار، واحتجزوا رهائن، بينهم أطفال معتقلون، وقاتلوا "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" لمدة أسبوع. ولم يتضح عدد المسلحين الذين تمكنوا من الفرار ولا يزال بعضهم مختبئا في السجن.

أسفر القتال عن مقتل العشرات واجتذب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي نفذ غارات جوية ونشر أفرادًا أميركيين في الموقع. كما أدت المعركة إلى نزوح آلاف المدنيين المجاورين من منازلهم.

هجمات العراق

بعد ساعات من بدء الهجوم على السجن، اقتحم مسلحو التنظيم في العراق ثكنات للجيش في الجبال شمال بغداد، وقتلوا حارسًا و11 جنديًا بالرصاص أثناء نومهم. كان ذلك جزءًا من تصعيد في الهجمات الأخيرة أثار مخاوف من أن الجماعة تكتسب أيضًا زخمًا في العراق.

مصدر استخباري عراقي أفاد أن تنظيم "الدولة" ليس لديه نفس مصادر التمويل كما في الماضي وغير قادر على الصمود. وقال: "إنهم يعملون كمنظمة لا مركزية".

أما المتحدث العسكري العراقي اللواء يحيى رسول فقال إن أكبر عمليات الجماعة ينفذها ما بين 7 و10 مسلحين. ويعتقد أنه "من المستحيل حاليًا على (داعش) السيطرة على قرية، ناهيك عن مدينة".

في صيف 2014، انهارت القوات العراقية وتراجعت عندما اجتاح المسلحون مساحات شاسعة من شمالي العراق.

الحدود السورية العراقية

على جانبي الحدود السورية العراقية، يستفيد تنظيم الدولة من الاستياء العرقي والطائفي ومن تدهور الاقتصاد. في العراق، أدى التنافس بين الحكومة المركزية في بغداد والمنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال البلاد إلى فتح شقوق تسلل من خلالها تنظيم "الدولة". خيبة أمل العرب السنة تجاه السياسيين الشيعة تساعد المجموعة على جذب الشباب.

في شرقي سوريا، تصاعدت التوترات بين الإدارة التي يقودها الأكراد، والسكان العرب. ويغذي التنظيم استياء العرب من هيمنة الأكراد على السلطة والوظائف في وقت تنهار فيه العملة السورية.

ونقل التقرير عن دارين خليفة، وهي محللة سورية بارزة في مجموعة الأزمات الدولية، أن اعتماد قوات سوريا الديمقراطية على "وجود أميركي غير متوقع" في قتال المسلحين هو أحد أكبر تحدياتها.

وقالت إن "قسد يُنظر إليها على أنها بطة عرجاء تجعل السكان المحليين يترددون في التعاون مع الغارات ضد (داعش) أو تقديم معلومات استخبارية عن خلاياه، لا سيما بعد أن هددت الجماعة أو قتلت العديد من المتعاونين المشتبه بهم في الماضي".

وأضافت: "إن ادعاء السلطات الكردية بأنها قادرة على الحكم وتقديم الخدمات للمنطقة وسكانها المختلطين تلقى ضربة في عام 2021 مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في المنطقة".