icon
التغطية الحية

أسوأ موسم قمح في شمال شرقي سوريا ينذر بأزمة خبز شديدة

2021.05.07 | 18:02 دمشق

a38d05b2-b180-4650-8097-c2b1aebc63c3.jpg
حقل للقمح في درعا (فرانس برس/getty)
 الحسكة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تتقاطع توقعات الفلاحين والجهات الرسمية حول الخسائر الكبيرة في موسم القمح هذا العام شمال شرقي سوريا، نظراً لقلة الأمطار والجفاف، بينما تسعى الإدارة الذاتية، للحفاظ على نتاج الموسم الحالي بشتى السبل.

وقال"سلمان بارودو" مسؤول هيئة الزراعة في الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا لموقع تلفزيون سوريا: "بحسب مكاتب المراقبة والإحصاء وبناء على المعلومات الميدانية التي تم جمعها، نتوقع أن إنتاج القمح هذا العام سيتراوح ما بين 450 - 500 ألف طن بنوعيه القاسي و الطري، وهو إنتاج أقل بنسبة 45% من إنتاج عام 2020 الذي بلغ 870 ألف طن من القمح".

وأضاف مسؤول هيئة الزراعة: "طبعا نشهد أزمات خبز في مناطق شمال شرقي سوريا بسبب الطلب المتزايد على مادة الطحين، ولمعالجة ذلك سيتم وضع آلية رقابية لمتابعة كميات الطحين المباع ممن ولمن، وأصدرنا نهاية نيسان الماضي قراراً يجرِّم الاتجار بالقمح لأن في ذلك تهديداً للأمن الغذائي، وعبر الجمعيات الفلاحية واللجان المختصة سنحدد خلال الفترة القادمة أسعار القمح والشعير التي سيتم استقبالها من الفلاحين وبما يتناسب مع تكاليف الزراعة والمساحات المزروعة".

أسباب تراجع إنتاج القمح شمال شرقي سوريا

ويعود سبب الانخفاض في إنتاجية القمح لهذا العام إلى قلة الأمطار وضعف المياه، حيث تقدر مساحات القمح المزروع بعلاً بحسب بارودو (800 ألف هيكتار) بينما المروي (300 ألف هيكتار)، وبالتالي 73% من أراضي القمح شمال شرقي سوريا بعلية تتأثر بنقص الأمطار والـ27% مروية تأثرت بضعف مياه الفرات، مما يفسر تراجع القمح والشعير أيضاً هذا العام.

من جانبه قال الفلاح "رضا السوعان" وهو من أهالي قرية جب شعير شمال غربي الرقة: "غالبية أراضي الرقة زراعة بعلية وكذلك دير الزور والحسكة.. يعني إذا أمطرت السماء أنتجت الأرض.. إذا السنة المقبلة لم تمطر فهل من المعقول أن يموت الناس من الجوع؟.. على الحكومات أن تجد طريقة لتحويل الأراضي البعلية لأراضٍ مروية ولو بنسبة 20%، من خلال مد خراطيم زراعية أو الري بالرش أو إنشاء سواقي مائية للأراضي البعلية.. المشروع مكلف لكن بالتعاون مع الفلاحين نستطيع تحويل مساحات كبيرة من الأراضي للنظام المروي بدلا من البعلي، فيبقى الفلاح مرتاحا ولا يخشى قلة الأمطار".

وأضاف "هذا العام عندي 300 دونم من القمح بعلية، قمت بمنحها لرعاة الأغنام كضمان شهري من أجل إطعام المحصول لأغنامه على اعتبار المحصول لا يتجاوز طوله شبرا".

وأوضح هاني الفردوس الطبيب الزراعي في مدينة الطبقة غربي الرقة لموقع تلفزيون سوريا :"يجب الحذر على ما تبقى من محصول القمح والشعير، فهناك الأوبئة والحشرات الزراعية، يتوجب على الفلاحين رش أراضيهم خلال هذه الفترة بالمبيدات الحشرية المناسبة كحشرة السونة والصدأ، من جانبها الإدارة الذاتية ملزمة بتأمين الحماية والخطط الإسعافية للمحاصيل الزراعية من الحرائق التي التهمت خلال العامين الماضيين عشرات الآلاف من هكتارات القمح و الشعير ".

وتابع الاختصاصي الزراعي: "ستتكرر أزمات الخبز في مناطق شمال شرقي سوريا بشكل أكبر من ذي قبل، يجب إيجاد حلول إسعافية للمواسم الزراعية هذا العام، و يجب على الأقل أن يتم إنقاذ موسم القطن من الجفاف القادم مع انخفاض منسوب نهر الفرات، كي يكون تعويضا لجانب من الخسائر التي مني بها فلاحو شمال شرقي سوريا وكي يكون لديهم ما يزرعونه العام القادم فخسائر موسم القمح و القطن تعد طامة كبرى بالنسبة للفلاح ".

وفي وقت سابق، قال مصدر مسؤول في هيئة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية التابعة لقسد قال لموقع "تلفزيون سوريا" إن "معدلات هطول الأمطار وصلت إلى 140 ملم، بينما كان معدل هطول الأمطار في الأعوام السابقة يقف عند حدود 400 ملم، وهذا أحد أهم الأسباب في خسارة محصول القمح في الأراضي التي زرعت بعلاً، وسوف تعتمد الهيئة على مخزون القمح والإنتاج المتوقع من المساحات المروية لهذا العام في تأمين دقيق الخبز، ولن يسمح بتصدير أي كمية للنظام".