icon
التغطية الحية

أسوأ مواسمه.. لماذا تراجع ميسي مع سان جيرمان؟!

2022.04.06 | 14:38 دمشق

2022-04-03t202124z_1591438240_up1ei431kjnjt_rtrmadp_3_soccer-france-psg-lor-report.jpg
ليونيل ميسي ونيمار في صفوف باريس سان جيرمان ـ رويترز
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

لم يعد ليونيل ميسي ذلك اللاعب الهدّاف الحاسم، أو الذي يصنع الفارق في المباريات، كما عهده عشاقه على مر السنوات السابقة، بل إن مستواه تراجع منذ انتقاله من برشلونة إلى باريس سان جيرمان.

يعيش ميسي في باريس أسوأ مواسمه على الإطلاق، حيث تراجع مستواه بشدّة وأصبحت أهدافه نادرة، بعدما كان أبرز الهدافين في برشلونة ومنتخب بلاده.

تكشف لغة الأرقام بوضوح مدى تراجع مستوى "البرغوث الأرجنتيني"، حيث سجّل 8 أهداف فقط خلال 27 مباراة خاضها منذ انضمامه للفريق الباريسي في الصيف الماضي، بينما سجّل 672 هدفاً خلال 778 مباراة لعبها مع البارسا منذ 2004 حتى 2021.

ميسي الذي اعتاد جماهيره على أن يسجّل في كل مباراة تقريباً، صام عن التسجيل مؤخراً لنحو شهرين، إلى أن سجّل هدفاً في آخر مواجهة له في الدوري الفرنسي أمام لوريان، لكنه بالمجمل سجّل 3 أهداف فقط خلال 19 مباراة في الدوري.

لم يقتصر الأمر على ندرة تسجيل الأهداف، بل امتد إلى الأداء أيضاً، حيث فشل "البولجا" في إحداث الفارق وتقديم الإضافة القوية للنادي الباريسي، سواءً في المسابقات المحلية أو أبطال أوروبا.

سان جيرمان تعاقد مع ميسي ليساعده في تحقيق دوري أبطال أوروبا، وليس من أجل الدوري الفرنسي الذي يحققه بسهولة كل عام، لكن "ليو" لم يكن على الموعد، فقد أهدر ركلة جزاء أمام ريال مدريد في ذهاب ثمن نهائي الأبطال، ولم يقدّم حلولاً للفريق، ما تسبّب بخروج باريس من تلك البطولة العريقة.

رغم وجود ميسي فإن سان جيرمان تلقى عدة ضرباتٍ موجعة، أولها خسارة السوبر المحلي لصالح ليل، والخروج من كأس فرنسا بركلات الترجيح أمام نيس.

خمسة أسباب وراء انخفاض مستوى ميسي

كثير من متابعي ميسي يعتقدون أن السبب الرئيسي لتراجع مستواه، هو تقدمه في السن وانخفاض لياقته البدنية وقدراته الفنية، بعد بلوغه الـ 34 سنة، لكن هذا السبب قد لا يكون ساهم بشكلٍ كبير في تدني أداء "ليونيل".

الدليل على ذلك أن ميسي الموسم الماضي حين كان عمره 33 سنة، لعب 35 مباراة مع برشلونة وسجّل 30 هدفاً، كما أنه حقق قبل أشهر بطولة "كوبا أميركا" مع الأرجنتين، وحصد الكرة الذهبية السابعة كأفضل لاعب في العالم، ما يعني أن لياقته البدنية جيدة، ومازال قادراً على العطاء والإبداع.

إذاً هناك أسباب أخرى تقف وراء تراجع مستوى "البرغوث الأرجنتيني"، وهي:

  • أولاً: تغيّر طريقة لعب الفريق، حيث اعتاد ميسي في برشلونة أن يلعب في أي مركز، ويمتلك الحرية أكثر في التحرّك على أرض الملعب،  أما في باريس التزم بخطة 4-3-3، وبات مقيداً بمركزٍ محدد، ولا يستطيع أخذ مركز مبابي أو نيمار، أو اللعب بحرية.

تغيّر طريقة وتكتيك الفريق والمدرب، أدى الى انخفاض نسبة استحواذ "ليو" في المباراة الواحدة 40% مقارنةً ببرشلونة، بمعنى أن ميسي إذا كان يستلم الكرة مئة مرة في "البلوجرانا"، أصبح يستلمها في باريس 60 مرة فقط.

برشلونة كان يتميز باللعب الجماعي الذي يحبه ميسي، في حين يميل أداء سان جيرمان إلى الفردية، إضافةً إلى أن الانضباط التكتيكي في البارسا، كان يساعد "ليو" على التألق والظهور بشكلٍ أفضل، وهو ما يفتقده في النادي الباريسي.

  • ثانياً: ميسي كان في برشلونة اللاعب المحوري، وكل لاعبي الفريق يمنحون الكرة له ويثقون به، وكان يتلقى مساندة قوية من خط الوسط، ولا سيما خلال فترة تشافي وانيستا، وبالتالي كانت لديه فرص أكثر للتسجيل والتألق.

أما في باريس اليوم، يُعامل ميسي كأي لاعب من لاعبي النادي، ولم يعد النجم الأول أو اللاعب المحوري الذي يُعوّل عليه لإنقاذ الفريق وتسجيل الأهداف، ولا سيما في ظل وجود مبابي ونيمار ودي ماريا، إضافةً إلى أن متوسط ميدان باريس سيئ، ولا يقدم المساندة الجيدة لميسي.

كثرة النجوم الكبار في سان جيرمان (ميسي ومبابي ونيمار)، أثرت سلبياً على الفريق عموماً وعلى ميسي خصوصاً، لأن إدارة وضبط النجوم الكبار وخلق الانسجام بينهم، سيكون أمراً صعباً على أي مدرب.

  • ثالثاً: تغيّر الدوري أثر على مستوى أفضل لاعب في العالم، حيث يمتاز الدوري الفرنسي بالضغط العالي وسرعة اللاعبين، وهذا الأسلوب لم يناسب ميسي الذي يمتلك بنية جسمانية ضعيفة، تجعله يخسر المواجهات الثنائية والاحتكاكات مع لاعبي باقي الفرق.
  • رابعاً: الإصابات والغيابات المتكررة، انعكست سلباً على مستوى ميسي، خاصةً في المباريات التي تأتي عقب فترة العودة من الإصابة.

أصيب ميسي منذ قدومه إلى باريس ثلاث مرات، الأولى غاب فيها عن الملاعب لمدة أسبوع، والثانية أبعدته عن الملاعب 13 يوماً بسبب مشكلات في الركبة، والثالثة كانت لـ 17 يوماً بسبب إصابته بفيروس كورونا، وبالتالي غاب عن 8 مباريات خلال 37 يوماً.

  • خامساً: العامل النفسي والذي كان له دور كبير في تراجع أداء "ليو"، حيث شعر اللاعب بصدمة كبيرة حين قرر برشلونة الاستغناء عنه، بسبب عدم قدرة الإدارة على دفع مستحقاته، ثم تعرّض بعد رحيله لتصريحاتٍ مسيئة من قبل رئيس النادي الكتالوني.

أزمة ميسي النفسية كانت كذلك بسبب عدم تأقلمه مع عائلته على العيش في مدينة باريس، فهو يعيش منذ كان عمره 13 سنة في برشلونة، وكان يفكر في إكمال حياته في إسبانيا، وفجأة اضطر للانتقال إلى فرنسا، فلم ينسجم مع المناخ، ولا مع طبيعة المجتمع الفرنسي، وواجه اختلافات عديدة في اللغة والثقافة والعادات.

كيف سيكون مستقبل "البرغوث الأرجنتيني"؟

مع تراجع مستوى ميسي، بدأت التساؤلات تثار حول مستقبله، وهل سيبقى مع سان جيرمان، أم سيعود إلى فريقه السابق برشلونة، أو يرحل إلى نادٍ آخر.

رغم كل الانتقادات التي طالت ميسي وصافرات الاستهجان التي تعرّض لها من الجمهور الفرنسي، لكن "البرغوث الأرجنتيني" سيبقى مع الفريق الباريسي، ويعود ذلك لعدة عوامل، أبرزها:

  • راتب ميسي الضخم الذي يصل إلى 40 مليون يورو سنوياً، والذي لا تستطيع معظم الأندية دفعه وعلى رأسها برشلونة.
  • رحيل مبابي المحتمل عن باريس سان جيرمان، في ظل التقارير القوية التي تشير إلى اقترابه من الانضمام إلى ريال مدريد في الصيف المقبل، وهذا سيشجع ميسي عل البقاء، وسيمنحه حرية أكثر في الملعب، ويجعل الأضواء تسلّط عليه من جديد.
  • احتمال خروج مبابي، سيجعل إدارة النادي الباريسي ترفض رحيل "البولجا"، حتى لا تفقد نجمين كبيرين في فترة انتقالاتٍ واحدة.
  • من النقاط التي تعزز بقاء ميسي في فرنسا، هي أنه جاء إلى سان جيرمان كي يحقق معه دوري أبطال أوروبا، ومع خروج النادي هذا الموسم من البطولة القارية، فإن "ليو" سيستمر في الفريق ويسعى جاهداً للظفر بهذا اللقب، الذي عجز عن تحقيقه شخصياً لسبع سنوات متواصلة.
  • الإدارة الباريسية كذلك حققت أرباحاً كبيرة منذ قدوم ميسي، ففي غضون ستة أشهر، نجح النادي في معادلة عائداته التجارية من الموسم الماضي بكامله، لذلك لن تسمح له بالمغادرة، ما يعني أن ميسي سيبقى في "عاصمة الأنوار" حتى نهاية عقده في صيف 2023.