طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحكومة التركية بـ "تعميق" تحقيقاتها في مكان وجود الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول قبل خمسة أيام.
وأضافت المنظمة في بيان مساء أمس الجمعة، أنه إذا احتجزت السعودية خاشقجي من دون أن تفصح عن ذلك، فسيشكل اعتقاله اختفاء قسرياً.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "إذا اعتقلت السلطات السعودية خاشقجي خفية، فسيكون ذلك تصعيدا آخر للحكم القمعي لولي العهد محمد بن سلمان ضد المعارضين والنقاد المسالمين. يقع عبء الإثبات على السعودية في تقديم أدلة على مزاعمها بأن خاشقجي غادر القنصلية وحده، وأن العملاء السعوديين لم يحتجزوه".
وتابعت ويتسن: "إن كان السعوديون البارزون أمثال جمال خاشقجي لا يُطردون من البلاد فحسب، بل يتعرضون للخطر في الخارج، على الحلفاء الغربيين إدانة هذا الأسلوب البلطجي وغير القانوني، وعلى المستثمرين أن يدركوا أن أي مظهر من مظاهر احترام الحقوق الأساسية وحكم القانون في السعودية محض خيال".
وحثت "هيومن رايتس ووتش" الحكومة التركية على اتخاذ خطوات لمنع عملاء المخابرات السعوديين من إعادة خاشقجي قسرا إلى البلاد، وحذرت من تعرضه لمحاكمة جائرة وسجن طويل الأمد.
من جانبه قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريح لوكالة "بلومبرغ" أمس الجمعة، إن بلاده لن تمنع السلطات التركية من تفتيش القنصلية في اسطنبول للبحث عن خاشقجي. وتابع "المبنى أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والتفتيش على ما يريدون وليس لدينا ما نخفيه".
وعرضت صحيفة الواشنطن بوست التي يكتب لها خاشقجي أمس الجمعة، مساحة فارغة للعمود الذي يكتب فيه الخاشقجي وكتب بجوار صورته "صوت مفقود". وقال إيلي لوبيز، محرر مقالات الرأي الدولية في الصحيفة "من الظلم والفظاعة أن يُحتجز بسبب عمله الصحفي ولأنه صاحب رأي".
كما نظمت "جمعية بيت الإعلاميين" العرب في تركيا الجمعة وقفة تضامنية مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أمام القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول، وطالبوا فيها بالإفراج عنه بأسرع وقت.
يذكر أن وزارة الخارجية التركية استدعت يوم الخميس، السفير السعودي في أنقرة للتشاور على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد مراجعته القنصلية السعودية في إسطنبول.