icon
التغطية الحية

أزمة علاقات "حادة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب المفاوضات النووية

2021.12.03 | 19:32 دمشق

sjmhfuv11f_0_0_850_479_0_x-large_1.jpg
بايدن وبينيت خلال لقائهما الأول، واشنطن، 27 أب/اغسطس 2020، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (AP)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل "أزمة حادة"، في الأيام الأخيرة، بسبب الخلاف وتباين وجهات النظر بين البلدين في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وذلك بالتزامن مع استئناف "محادثات فيينا" لإعادة إحياء الاتفاق النووي.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تواصل الضغط على الأميركيين بشأن المفاوضات مع الإيرانيين، لدرجة أنها طلبت إنهاء فوري للمفاوضات الجارية، وفي الوقت نفسه تستعد لاحتمال توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النوية الإيرانية.

وفي المقابل، كشفت الصحيفة أيضاً، أن الأميركيين أرسلوا رسائل لمسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في إسرائيل يحذرون فيها الأخيرة من القيام بـ "مفاجآت سرية"، في إشارة إلى عمليات الموساد والاستخبارات الإسرائيلية ضد المنشآت الإيرانية، وذلك لتجنب إفشال مسار المفاوضات النووية.

ويأتي تصادم المواقف بين الحليفتين بالتزامن مع انطلاق الجولة السابعة من "محادثات فيينا" مطلع هذا الأسبوع.

وتتمسك واشنطن بالنهج الدبلوماسي لإيقاف البرنامج النووي الإيراني عبر المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي وتشارك فيها القوى العظمى.

في حين تدعو تل أبيب إلى موقف أميركي وغربي حازم، ولا ترى جدوى من مفاوضات فيينا، وترى أن إيران تستغلها لكسب مزيد من الوقت للوصول إلى صنع القنبلة النووية.

يشار إلى أن الجولة السابعة من المحادثات مثل سابقاتها لم تسفر عن تقدم ملحوظ، في ظل فرض الإيرانيين شروطا يصفها الخبراء بأنها "تعجيزية"، وقد أعلنت إيران مسبقاً بأنها ذاهبة إلى فيينا بشكل أساسي لمناقشة إزالة العقوبات الدولية قبل الحديث عن التزاماتها في الملف النووي.

222.jpg
جانب من الجولة السابعة من "محادثات فيينا" النووية، النمسا، 29 تشرين الثاني/نوفمبر (رويترز)

 

وتوقفت جولة المفاوضات، اليوم الجمعة، لإعطاء الدول المشاركة مهلة للتشاور، وليتاح للدول الأوروبية دراسة المقترح الذي قدمه الوفد الإيراني المفاوض.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، ذكرت أمس الخميس، أن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، قدَّم اقتراحين لمحاولة إنقاذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، من دون أن تورد مزيداً من التفاصيل.

إسرائيل تصعد من لهجتها

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، من واشنطن "الوقف الفوري" للمفاوضات لأنه يرى أن إيران تمارس "ابتزازاً نووياً"، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ناقش فيها الاثنان مجريات المسار التفاوضي في فيينا.

وقال بينيت لوزير الخارجية الأميركي، "حان الوقت لممارسة مزيد من الضغوط، وعدم منح جوائز لدولة متمردة"، داعياً القوى العظمى لاتخاذ خطوات "صارمة" تجاه إيران لإيقاف برنامجها النووي.

وبحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الوقت الذي يفرض الإيرانيون شروطهم بالتفاوض لتخفيض العقوبات أولاً، قبل مناقشة البرنامج النووي، تواصل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتطورة في تخصيب اليورانيوم.

ويستند بينيت إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الأربعاء الماضي، الذي يشير إلى أن إيران بدأت في التخصيب بدرجة نقاء 20٪ بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة "فوردو" المبنية تحت الأرض.

بدوره، جدد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، دافيد بارنيع (ديدي بارنيع)، تهديد إيران وقال خلال اجتماع في منزل الرئيس الإسرائيلي، أمس الخميس، "نحن في حالة تأهب ولن نسمح أبداً لإيران بامتلاك السلاح النووي".

وأعلن بارينع بأنه سيتوجه إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، على خلفية القلق الإسرائيلي من احتمال التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى العظمى.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن اتفاق نووي جديد مع إيران بات قريباً أكثر من أي وقت مضى، وفقاً لما ذكرته "يديعوت أحرونوت".

ووصف رئيس الموساد الاتفاق الذي يتم الحديث عنه خلال الجولة الحالية من المفاوضات بـ "السيئ"، متوعداً بإحباطه بأي شكل من الأشكال.

كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أمس الخميس، خلال تعليقه على صفقة تسليح الجيش الإسرائيلي استعداداً لاحتمال توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، بأنه سيتوجه إلى واشنطن قريباً للقاء نظيره الأميركي.

وأوضح غانتس بأن محادثاته مع الأميركيين ستركز على الملف النووي الإيراني.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس الخميس، عن خطة تسليح "ضخمة" بقيمة 1.7 مليار دولار، مخصصة للقبة الحديدية ولـ "الدائرة الثالثة" (دائرة إيران)، استعداداً لضرب إيران، في ظل "التشاؤم" الإسرائيلي من مخرجات التفاوض الدولي حول العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

 

تصادم المواقف

وكشف معلق الصحيفة للشؤون الأمنية والعسكرية، رون بن يشاي، أن الملف النووي الإيراني أثار جدلاً كبيرا بين واشنطن وتل أبيب، عشية انطلاق الجولة السابعة من "محادثات فيينا" الرامية لإعادة أحياء الاتفاق النووي.

إسرائيل من جهتها، تخشى من نهج بايدن التصالحي ومن حدوث "سيناريو مفاجئ" خلال المفاوضات النووية في فيينا، يتمثل بإبرام اتفاق جزئي يحرر مليارات الدولارات المجمدة تستفيد منها إيران في دعم مخططاتها.

وفي المقابل، تخشى الولايات المتحدة من أن تجرها إسرائيل إلى مواجهة بسبب الهجمات على البرنامج النووي.

وبحسب بن يشاي، يخشى كبار المسؤولين في إدارة بايدن من أنه إذا استمرت إسرائيل في شن هجوم على إيران، فإن ذلك سيضر بموقف واشنطن في المفاوضات مع الإيرانيين، الأمر الذي يمنع فرصة توصلها إلى اتفاق جديد معهم.

وترى واشنطن أن أي عمل عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية والعلماء الإيرانيين، سواء تم التوقيع على اتفاق نووي جديد أم لا، سيجر الولايات المتحدة ضد رغبتها في الدخول في مواجهة مع إيران، سواء بعمل عسكري مباشر أو غير مباشر لإفشال البرنامج النووي الإيراني.

في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية جاهدة لإزالة "القضية الإيرانية" تماماً من جدول أعمالها لتكون حرة في التعامل مع الصراعات التي تهمها ضد الصين وروسيا.

وتأتي مخاوف الحكومة الإسرائيلية من التهاون الأميركي تجاه إيران، مع انعدام فرص للتوصل إلى تسوية كاملة مع الإيرانيين خلال المفاوضات الحالية.

وتخشى إسرائيل من أن يوافق الأميركيون على تسوية جزئية يتم بموجبها رفع معظم العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيرانية مقابل تقييد جزئي لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.

وتجدر الإشارة إلى أن حكومة بينيت كانت تمتنع عن ممارسة أي ضغط على الأميركيين في الملف النووي الإيراني، وذلك بناء على حرص حكومته على بناء شراكة مع إدارة بايدن، خلافاً لسلفه نتنياهو.

ولكن في الأسبوعين الماضيين، قاد بينيت خطاً أكثر تشدداً، لدرجة أنه يدعو الإدارة الأميركية إلى إنهاء المفاوضات مع إيران.