ملخص:
- طلاب الحسكة يواجهون أزمة تعليمية بسبب تأخر الكتب المدرسية مع بداية العام الدراسي.
- رغم مرور شهر ونصف على بدء العام الدراسي، تجاهلت حكومة النظام السوري نداءات توفير الكتب.
- الكتاب المدرسي تحول إلى سلعة تجارية في الحسكة بأسعار مرتفعة، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الأهالي.
- تدهور قطاع التعليم أجبر العديد من الطلاب على التسرب من المدارس ووقف التسجيل في الجامعات.
يعاني طلاب الحسكة من أزمة تعليمية خانقة مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث تأخرت الكتب المدرسية بشكل كبير، مما أثر سلباً على العملية التعليمية وزاد من معاناة الأهالي الذين يجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن بدائل لتغطية احتياجات أبنائهم التعليمية.
ومع مرور أكثر من شهر ونصف على بداية العام الدراسي، بقيت النداءات الموجهة لحكومة النظام السوري دون استجابة تُذكر، مما زاد من تعقيد وضع التعليم في المحافظة.
وتشير الإحصاءات المحلية إلى أن الحسكة تحتاج إلى نحو 400 ألف كتاب مدرسي، وحتى الآن، لم يتجاوز ما وصل إلى المحافظة نسبة 25% من هذه الحاجة، إذ لم يتم توفير سوى 100 ألف كتاب، وفقاً لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام.
الكتاب المدرسي يتحول إلى سلعة في الحسكة
أصبح الكتاب المدرسي الذي يُفترض أن يكون مجانياً سلعة تجارية تُباع في المكتبات الخاصة بأسعار مرتفعة، تتراوح بين 110 إلى 165 ألف ليرة لكل منهاج.
وأضاف هذا الوضع عبئاً اقتصادياً جديداً على الأهالي، في ظل معاناتهم من تكاليف المعيشة المرتفعة، بما فيها شراء المياه والكهرباء.
بدوره، أكد المدير العام "المطبوعات والكتب المدرسية"، فهمي الأكحل، أن "المؤسسة العامة للمطبوعات" تواجه صعوبات كبيرة في توفير الكتب، مشيراً إلى وصول دفعة جديدة قريباً إلى الحسكة، وسط مساعٍ لتجاوز التحديات اللوجستية، بما في ذلك توفير النقل الجوي للكتب.
وشدد الأكحل على التزام المؤسسة بمسؤولياتها تجاه توفير الكتب المدرسية، مبيناً أن هناك خططاً لتحسين توزيع الكتب في المستقبل، مع العمل على تنظيم وإدارة أفضل لتلبية احتياجات المدارس بشكل كامل، خصوصاً مع بداية الفصل الدراسي الثاني.
"وزارة التربية" تشكو "عبء" توزيع الكتب مجاناً
اعتبر مدير التعليم في وزارة التربية بحكومة النظام، راغب الجدي، أن توزيع الكتب بشكل مجاني في المدارس "يشكل عبئاً على الوزارة"، حيث يُكلّف الطالب 80 ألف ليرة سورية بالحد الأدنى للعام الدراسي الواحد، ما بين قرطاسية، مقاعد، خدمات، ووسائل تعليمية.
وأضاف في تصريح سابق أن الكتب تُقدَّم مجاناً للطلاب من الصف الأول وحتى التاسع، "مما يشكل عبئاً مالياً إضافياً على وزارة التربية، حيث تكلّف الكتب الموزعة على طلاب التعليم الأساسي ما يزيد عن 60 مليار ليرة".
يُشار إلى أن قطاع التعليم في مناطق سيطرة النظام يشهد تدهوراً متزايداً، حيث أصبحت نسبة لا بأس بها من الأسر السورية عاجزة عن تعليم أبنائها، مما اضطر بعض الطلاب إلى التسرب من المدارس ووقف تسجيلهم في الجامعات.