icon
التغطية الحية

أزمة الخبز في إدلب مستمرة و"الإنقاذ" تتحدث عن خطة جديدة

2021.11.23 | 13:42 دمشق

الخبز
ارتفاع سعر الخبز في شمال غربي سوريا (إنترنت)
+A
حجم الخط
-A

تتصاعد أزمة الخبز في محافظة إدلب مع تراجع متكرّر لوزن الربطة الواحدة، وسط حالة غضب شعبية واسعة، وسخطٍ اتجاه حكومة "الإنقاذ" التي تدير المحافظة، إذ تطول الأخيرة انتقادات ومطالب بضرورة التدخل ودعم المادة الرئيسية للأهالي والتوقف عن تخفيض وزن الربطة.

تخفيض مستمر وغضب شعبي

أثار تخفيض وزن ربطة "الخبز الحرّ" استفزاز الأهالي وغضبهم في محافظة إدلب، تزامناً مع موجة غلاء عامة ضربت المنطقة بسبب تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي.

وانخفض وزن ربطة الخبز المتوفرة بصورة حرّة بين الأهالي من 700 غرام إلى 450 غراماً، خلال شهر ونصف مقابل سعر ثابت ليرتين ونصف ليرة تركية.

يقول أحمد عبد الملك - معاون وزير الاقتصاد والموارد في حكومة "الإنقاذ" - لموقع تلفزيون سوريا إنّ السبب الرئيس وراء ارتفاع سعر ربطة الخبز، هو الانخفاض الكبير في سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار وارتفاع أسعار الطحين بمقدار 10 في المئة عالمياً نتيجة أزمة القمح العالمية.

وقفز سعر طن الطحين خلال الشهرين الماضيين من 382 دولاراً إلى 460 دولاراً، يعود ذلك إلى ارتفاع الطحين عالمياً، وفقاً لمديري أفران تحدث موقع تلفزيون سوريا إليهم خلال إعداد التقرير.

وعلى الرغم من الارتفاع العالمي للأسعار، يجد الأهالي ضرورة تحمّل حكومة "الإنقاذ" مسؤوليتها في دعم مادة الحياة الرئيسية في ظل الأزمة القائمة.

يقول إبراهيم الدرويش وهو مهجّر من منطقة جبل شحشبو جنوبي إدلب، إن تخفيض وزن الربطة ضاعف احتياجاته من ربطة إلى ربطتين، وتساءل خلال حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا: "عائلتي صغيرة، وجدت حرجاً في الزيادة الاضطرارية، فكيف بالعائلة الكبيرة؟".

وزادت النفقات اليومية لمادة الخبز وسطياً للعائلة الواحدة نحو 7 ليرات ونصف، والأمر يتراوح بحسب استهلاك العائلة من المادة.

أما أحمد حنيني، مهجر من مدينة "كفرنبل" بريف إدلب، يقول إنّ "أزمة الخبز خطيرة جداً خاصةً على عامل المياومة الذي تشغل المادة أكثر من نصف أجره"، ويشير إلى "ضرورة التحرك العاجل من "الجهات المسؤولة" لإعادة سعر ووزن الربطة على ما كان عليه، ودعمها لأنها مادة رئيسية وذلك من صلب مهامهم".

ضغط على الخبز المدعوم

يعتبر الخبز المدعوم من قبل المنظمات العاملة في إدلب، ملاذاً وحيداً للسكّان مع ارتفاع سعر "الخبز الحرّ"، إلا أنه تأثر أيضاً بشكل طفيف خلال الأزمة الأخيرة.

ويغطّي الخبز المدعوم نحو 40% من سكّان منطقة إدلب، عبر أفران الخبز المنتشرة في القرى والبلدات، بحسب أرقام رسمية.

ويشمل دعم المنظمات (أبرزها GOAL) لمادة "الخبز المدعوم" نسبة 50% من الطحين والخميرة، من دون أن يشمل أجور عمّال وصيانة ومحروقات.

ويبلغ وزن ربطة الخبز المدعوم كيلوغراماً بـ"3 ليرات تركية و25 قرشاً"، بعد أن كانت بـ"ليرتين و75 قرشاً"، إذ تتأثر بارتفاع أسعار المحروقات والطحين أيضاً، بحسب مديري الأفران.

وكل أسبوعين، تعلن المنظمة الداعمة عن نشرة أسعار جديدة لـ"الخبز المدعوم" لمناطق تغطيتها، بعد تجديد العقد مع الفرن المورّد بناءً على أسعار مدخلات الإنتاج من "طحين وخميرة ومازوت".

يؤكد في هذا السياق، "أبو عمر" وهو صاحب "رخصة خبز" في ريف إدلب، أنّ ضغطاً كبيراً على ربطة الخبز المدعوم خلال الفترة الحالية، بعد ارتفاع سعر "الحر" بصورة كبيرة.

ويوضح لموقع تلفزيون سوريا أنّ عقب الضغط، بات يضطر إلى تحديد كمية معينة للعائلة الواحدة بحسب الكميات الواردة إليه من الخبز بناءً على توصيات المنظمة الداعمة، وهو ما يحدث له أحياناً أزمة "جزئية" وخاصةً حين تطالب عائلة ما بزيادة مخصصاتها من دون أن يكون لديه إمكانية ذلك.

ويؤكد أن الأهالي غير قادرين على شراء "الخبز الحرّ" لأنّ ذلك يرتب عليهم مبلغاً مضاعفاً عن "المدعوم".

زكور إبراهيم من سكّان ريف إدلب، يشير إلى أنه يضطر لشراء ربطة أو ربطتين من الخبز "الحرّ" لأنّ مخصصاته من المدعوم غير كافية لعائلته الكبيرة، ويضيف أنّ "الحر لم يعد خياراً مناسباً مادياً له" كما يطالب بزيادة مخصصات الخبز المدعوم.

لماذا لا تتدخل الإنقاذ؟

يطالب الأهالي في ضوء أزمة الخبز، بضرورة تحرك حكومة "الإنقاذ" في سبيل دعم مادة الخبز الرئيسية لمعيشة الأهالي، ملقين اللوم عليها في مسألة "تخفيض" الوزن، على اعتبارها المسؤولة عن إدارة خدمات المنطقة وتوفير احتياجات الأهالي.

في هذا السياق، يتحدث "عبد الملك" لموقع تلفزيون سوريا عن خطة جديدة تعمل عليها الحكومة لحماية المواطن من آثار الارتفاع العالمي، كاشفاً عن طرح وزن وسعر ثابت لربطة الخبز بعيداً عن التأثيرات التي تطرأ على الليرة التركية والتأثيرات الأخرى.

وعن الدعم الذي تقدمه الحكومة، يضيف: "نقدم المحروقات بأسعار مدعومة للأفران لخفض تكاليف الإنتاج مما يعود على أسعار الخبز بشكل إيجابي".

وينفي في الوقت ذاته محدثنا، وجود أي ضرائب مفروضة من قبل الحكومة على تجّار الطحين أو على عملية إنتاج الخبز، بالتزامن مع مساعيهم في ضبط هامش ربح الأفران الخاصة حمايةً للمستهلك، بحسب ما أفاد.

وعلى الرغم من ارتفاع سعر ربطة الخبز في إدلب، تحافظ في ريف حلب على وزنها وسعرها.

تباين في سعر الخبز بين إدلب وريف حلب

في مدينة اعزاز شمالي حلب، تُسجّل ربطة الخبز الواحدة سعر ليرة تركية واحدة، بوزن 700 غرام وعدد أرغفة يصل الـ10، أما في مارع بليرتين تركيتين بواقع 12 رغيفاً.

ويشرح مدير فرن في ريف إدلب (فضّل عدم الكشف عن اسمه) أن التباين الكبير في سعر الخبز بين المنطقتين يساهم فيه بالدرجة الأولى حضور دعم كبير لقطاع الأفران في منطقة ريف حلب من قبل المنظمات التركية أبرزها منظمة إدارة الكوارث والطوارئ "آفاد"، فضلاً عن انخفاض سعر المحروقات مقارنة بمنطقة إدلب.