
تفاقمت ظاهرة التحطيب في محافظة السويداء، مما بات يهدد الأشجار المثمرة، نتيجة لزيادة اعتماد الأهالي على الحطب كمصدر رئيسي للتدفئة في ظل تأخر تسلّم مخصصات المازوت وارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء.
وأصبح التحطيب مصدر رزق للعديد من أبناء المحافظة، بسبب الطلب المتزايد على الحطب، الذي يتراوح سعر الطن منه بين 3 و4 ملايين ليرة سورية، إلى جانب نقص المحروقات والغاز والكهرباء، وفقاً لما نقلته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري.
وبحسب المصدر، فإن التحطيب طال الأحراج العامة والخاصة، والبساتين وأراضي الأشجار المثمرة، مثل الزيتون. وقد تم توثيق قطع آلاف الأشجار ضمن الحدائق والأملاك الخاصة وتحويلها إلى حطب.
من جانبه، أكد مدير الحراج في مديرية الزراعة في السويداء، أنس أبو فخر، أن جميع المناطق الحراجية، سواء العامة أو الخاصة، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة، تعرضت لعمليات التحطيب. وأشار إلى أن عدد الضبوط المنظمة منذ بداية العام الحالي تجاوز 42 ضبطاً.
تأخر رسائل المازوت يزيد العبء على أهالي السويداء
شكا العديد من أهالي المناطق الأكثر برودة في السويداء من عدم تسلّمهم الدفعة الأولى من مخصصات مازوت التدفئة، التي لا تتجاوز 50 لتراً، رغم أن احتياجاتهم السنوية لا تقل عن خمسة براميل، أي ما يعادل ألف لتر من المازوت.
وتساءل الأهالي عن كيفية تأمين التدفئة لأطفالهم في ظل ارتفاع الأسعار وعجزهم عن شراء المازوت من السوق السوداء، حيث بلغ سعر البرميل نحو 4 ملايين ليرة سورية.
وأشاروا كذلك إلى أن رفع سعر ليتر المازوت إلى ما بين 11 و12 ألف ليرة زاد من أعبائهم، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم تم استبعاده من الدعم بسبب امتلاك سيارات سياحية أو سجلات تجارية غير مفعّلة.
وأفاد بعضهم بأنهم يضطرون للاستدانة لتأمين مخصصاتهم من المازوت، أو بيع هذه المخصصات في السوق السوداء لشراء الحطب أو تفل الزيتون، في ظل أزمة الغاز والانقطاع المستمر للكهرباء.
لا حلول في الأفق
نقلت الصحيفة عن مصدر في "فرع المحروقات" في السويداء أنه تم البدء بتوزيع مازوت التدفئة على المناطق الأكثر برودة، والمدارس، والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وأكد المصدر أنه في حال عدم تحسن التوريدات، ستظل نسب التوزيع منخفضة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وبحسب المصدر، فإن عدد الطلبات الواردة للسويداء من مادة المازوت لا يتجاوز ستة طلبات فقط، يتم توزيعها على قطاعات النقل والمياه والخدمات والصحة، في حين يُخصص طلب واحد فقط للتدفئة.