icon
التغطية الحية

أربعة يفوزون بجائزة "تيرنر" للفنون المعاصرة بينهم سوري

2019.12.04 | 14:10 دمشق

methode_times_prod_web_bin_3fec9a76-160c-11ea-99d6-4e6452715c3d.jpg
الفائزون بجائزة تيرنر للفنون المعاصرة (GETTY IMAGES)
ذي تايمز - ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

قد يكون عصر الثقافة الخالية من المنافسة وبالاً علينا

عمل القائمون على جائزة تيرنر ليلة البارحة على تقليد ما جرى مع جائزة بوكر وذلك عندما قبلوا اقتراحاً قدمه فنانون وصلوا للقائمة القصيرة يقضي بتقاسم جائزة الفنون المعاصرة السنوية، بحسب صحيفة التايمز الأميركية.

ففي رسالة جماعية وجهت للجنة تحكيم جائزة تيرنر، ذكر كل من الفنانين لورانس أبو حمدان وهيلين كاموك وأوسكار موريللو وتاي شاني بأنهم يتمنون في أوقات الأزمات السياسية والانقسامات التي تحدث على نطاق واسع أن يقدموا "بياناً جماعياً باسم القواسم المشتركة والتعددية والتضامن في الفن كما في المجتمع".

وقد أذعنت لطلبهم لجنة التحكيم التي كان من المقرر لها ليلة البارحة أن تختار فائزاً واحداً ليلحق بركب ستيف ماكوين، ودام راشيل وايتريد، وداميان هيرست وسير أنطوني غورملي. وعليه سيتم تقاسم مبلغ الجائزة الذي يعادل 40 ألف جنيه إسترليني بالتساوي بين هؤلاء الأفراد الذين تحلوا بروح الجماعة التي تم الإعلان عنها مؤخراً.

وذكر أليكس فاركوهارسون مدير المعرض الوطني للفنون البريطانية ورئيس لجنة التحكيم في هذه الجائزة بأن الفنانين الأربعة الذين يجب أن يكونوا قد ولدوا أو أقاموا في المملكة المتحدة إلى جانب إقامتهم لمعرض أو محاضرة تعريفية حول أعمالهم خلال السنة الماضية قد سلموه رسالة نوايا منذ أشهر.

وقد قام رئيس لجنة التحكيم بتسليم تلك الرسالة البارحة خلال اليوم الأخير للتحكيم بجائزة تيرنر للفنون المعاصرة في مارغيت.

أعلن المرشحون الأربعة لنيل أرفع جائزة سنوية عالمية (وقيمتها 40 ألف جنيه إسترليني إلى جانب الدعاية الكبيرة للفائز) عن عدم رغبتهم بالتنافس

وقد أتى قرار تلك اللجنة بعد الجدل الذي أثير حول جائزة بوكر لهذا العام عندما قامت لجنة التحكيم بكسر القواعد عمداً، بشكل أتعب منظمي هذا الحفل، وذلك عندما منحوا الجائزة لكاتبين هما برناردين إيفاريستو ومارغريت آتوود.

 وذكر السيد فاركوهارسون بأن هذا العام كان "استثنائياً على عدة أصعدة" لذا لم يفكر فيما إذا كان ذلك سيمثل سابقة وسيصعّب الأمر على لجان التحكيم في المستقبل ويدفعهم لرفض اقتراحات مماثلة قد تقدمها شريحة أخرى من الفنانين الذين سيصلون للقائمة القصيرة لجائزة تيرنر فيما بعد.

وقال: "يمكن للجنة التحكيم أن تدعم الأسباب التي تقدم بها هؤلاء الفنانون في هذه السنة بالتحديد على اعتبار أنهم يمثلون فائزاً واحداً".

حيث أورد الفنانون في رسالتهم ما يلي "إن السياسة التي نتعامل معها مختلفة إلى حد كبير، فبالنسبة لنا سيصبح الوضع إشكالياً في حال تم تحريضنا ضد بعضنا بعضاً، في إشارة ضمنية إلى أن واحداً منا فقط هو الأهم، والأجدر بالاهتمام والملاحظة من البقية".

فنانون حولوا الكارثة إلى انتصار

في نهاية المطاف، وبعد مرور عدة سنوات باهتة، تمكن حفل توزيع جائزة تيرنر مرة أخرى من تحفيزنا ودفعنا لتدوين ملاحظاتنا (هذا ما كتبته راشيل كامبيل-جونسون).

فقد أعلن المرشحون الأربعة لنيل أرفع جائزة سنوية عالمية (وقيمتها 40 ألف جنيه إسترليني إلى جانب الدعاية الكبيرة للفائز) عن عدم رغبتهم بالتنافس، ولهذا طالبوا بمنح الجائزة لكل منهم في وقت واحد، وذلك اعترافاً بالتزامهم جميعاً بالقضايا الاجتماعية والسياسية"، وعليه قررت لجنة التحكيم بالإجماع النزول عند رغبتهم.

فأتى هذا القرار كبيان في غاية القوة، وظهر هذا الصوت كأقوى عنصر مقارنة بالعنصر البصري في المعرض الذي أقيم هذا العام للفنانين الذين وصلوا للقائمة القصيرة في جائزة تيرنر، وتكشفت تلك العلاقة التي تسودها حالة من الكآبة بدرجة ما على مسرح تيرنر للفنون المعاصرة في مارغيت.

فبالنسبة لمساهمة لورانس أبو حمدان التي أتت على شكل نصوص مكتوبة تظهر بشكل يثير الأعصاب على سطح شاشة وكأنها قد سجلت بواسطة آلة كاتبة قديمة الطراز، فقد تطورت تلك المساهمة وتحولت إلى عمل فني من خلال المقابلات التي أجراها هذا الفنان مع معتقلين سوريين. أما هيلين كاموك فقد لعبت بسلسلة من الحكايات المتفرقة والمشتتة، بينما ظهرت تركيبة تاي شاني السوريالية على شكل خشبة مسرح أعدت لعروض تقوم على مونولوج أسطوري خلال رحلة لا تنتهي سيراً على الأقدام بعدما نشرت هذا المونولوج ليرافق ذلك العرض. أما أوسكار موريللو، فعلى الرغم من أن تركيبته التي تضم فلاحين من بلده الأم كولومبيا وهم يجلسون على المقاعد الخشبية في كنيسة، كانت منحوتة تقليدية بامتياز، إلا أنه رشح في البداية لمعرض يضم تسجيلات صوتية لوالده وهو يتحدث عن ذكرياته مع الهجرة.

وهكذا اتحدت أصوات الفنانين الأربعة في جوقة واحدة، إذ لم تأت هذه الجائزة الجماعية نتيجة لنوع من أنواع التردد وعدم الحسم الذي أدى إلى فوز كاتبين بجائزة بوكر لهذا العام، بل كان بمنزلة إعلان إيجابي بأنه في عالمنا المعاصر يجب ألا يتزاحم الموهوبون المبدعون وهم يشقون طريقهم نحو القمة.

لقد قدم هؤلاء المرشحون الأربعة بعد تقسيم قيمة الجائزة عليهم بكل صدق وأمانة أهم قائمة قصيرة يمكن للمرء أن يحتفظ بها في ذاكرته وذلك بفضل الفرح والبهجة التي تسودها بعيداً عن روح المغامرة والمنافسة مع الالتزام بالثوابت السياسية، وهكذا انتزع هؤلاء الأربعة باتحادهم الانتصار من بين فكي الكارثة.

  المصدر: The Times

كلمات مفتاحية