icon
التغطية الحية

أحدهم من المجلس الكردي.. هل اعترفت "قسد" بقتل ناشطين في سجونها؟

2021.07.12 | 18:36 دمشق

قسد
ضحايا "تحت التعذيب" في سجون "قسد" (إنترنت)
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

كشف قيادي في المجلس الوطني الكردي عن اعتراف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بأنّ اثنين من الناشطين - أحدهما عضو في المجلس الكردي - قتلا  "تحت التعذيب" في سجون "وحدات حماية الشعب - YPG".

وقال بشار أمين - عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا (أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي) - إن "قسد اعترفت للمجلس، في وقت سابق، أن الناشطين أمير حامد وفؤاد إبراهيم، قتلا في سجونها تحت التعذيب".

جاء ذلك خلال ظهور  "أمين" في برنامج إعلامي يُبث على "فيس بوك".

ومع بدء المفاوضات الكردية – الكردية، منذ نيسان 2020، كان ملف المخطوفين والمعتقلين في سجون "الإدارة الذاتية"، أبرز النقاط الخلافية أمام بدء هذه المفاوضات.

وقالت قيادة "قسد"، في كانون الثاني 2020، أنها شكلت بتفويض من رئاسة المجلس الوطني الكردي لجنة تحقيق خاصة لتقصي الحقائق في قضية "المفقودين العشرة"، الذين قدمت رئاسة المجلس أسماءهم، إلا أنّها لم تصدر - حتى اللحظة - أية نتائج من قبل اللجنة التي شكلتها.

وقال المجلس الوطني الكردي، مساء أمس الأحد، إنّ "ملف المعتقلين ما يزال مفتوحاً ومحل متابعة وإصرار من المجلس مع قيادة (قسد) في اجتماعاتهما، لكشف وجلاء كل مايتعلق بمصير جميع المختطفين بشكل رسمي".

ولم يؤكّد المجلس الوطني أو ينفي ما جاء في تصريح القيادي بشار أمين، إلا أنّه اكتفى بالتأكيد على "موقفه المطالب بكشف حقيقة مصير المعتقلين والمخطوفين بشكل شفاف".

ما قصة أمير حامد وفؤاد إبراهيم؟

اختُطف الصحفي والناشط أمير حامد في مدينة الدرباسية بريف الحسكة، بتاريخ 11 كانون الثاني 2014، على أيدي مسلحين بينما كان في منزله مع أربعة من رفاقه.

وقد أُفرج عن ثلاثة من أصدقائه ولكن "أمير" (مواليد الدرباسية 1977) انقطعت أخباره تماماً منذ ذلك الحين، وفقاً لشقيقه مسعود حامد.

وأفاد "مسعود" لـ شبكة مراسلون بلا حدود أن "شقيقه كان يصور المظاهرات المناهضة لـ نظام الأسد، منذ عام 2011، وكان يزود مختلف وسائل الإعلام والصحفيين بالصور والمعلومات، كما كان مديراً إعلامياً لعدة حركات ثورية في المناطق الكردية".

وكانت عائلة "أمير" - متزوج ولديه أربعة أولاد - قد لجأت إلى إقليم كردستان العراق بعد عدة محاولات باءت بالفشل لمعرفة مصير أمير، وتسكن العائلة حالياً في مخيم "قوشتبه" بمدينة أربيل.

ويتهم المجلس الوطني الكردي وأقارب أمير أنه اختُطف من قبل عناصر "وحدات حماية الشعب".

أمّا فـؤاد إبراهيم - ناشط كردي من أبناء قرية "شكرخاج" بريف المالكية في الحسكة - فهو عضو في المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي، وممثل عن الحراك الشبابي، وهو من مواليد 1973، متزوج ولديه ثمانية أطفال.

وقد اختُطِفَ "إبراهيم" في منطقة المالكية من قبل مجموعة أمنية تابعة لـ"الإدارة الذاتية"، بتاريخ 24 آذار 2017، وسبق أن تعرّض للاختطاف أكثر من مرة من قبل أجهزة نظام الأسد، ومن قبل القوات الأمنية التابعة لـ"قسد"، بسبب نشاطه السياسي ومشاركته في الفعاليات والمظاهرات المناهضة لـ"النظام".

قائد "قسد" رفض اللقاء بذوي المعتقلين

قال مسعود حامد - وهو صحفي فائز بجائزة مراسلون بلا حدود للحرية الإلكترونية 2005 -  أن قائد "قسد" مظلوم عبدي، رفض اللقاء بذوي المعتقلين لمعرفة مصير أبنائهم.

وأوضح "حامد" في منشور على حساب في "فيس بوك" قائلاً "طلبنا اللقاء بالسيد مظلوم عبدي، رفض اللقاء بنا وهو من قال إنه بصدد تشكيل لجنة التحقيق بملف المختطفين".

ما حقيقة مقتل (أمير وفؤاد) "تحت التعذيب" في سجون "قسد"؟

كشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا أن مظلوم عبدي اعترف بكل وضوح مع بداية المفاوضات الكردية أن (أمير حامد وفؤاد إبراهيم) قتلا في سجون "قسد"، التي تتحمل المسؤولية عن مقتلهما، رافضاً الكشف عن أسماء المتورطين في مقتلهما.

وأوضح المصدر أن "قسد" تتهرب من تقديم القتلة للعدالة عبر تحميل نفسها المسؤولية وإعلانها الاستعداد عن تعويض عوائل الضحايا والاعتذار دون الإفصاح عن هوية المسؤولين عن قتل المعتقلين في سجونها، وتكرّر الأمر ذاته بالنسبة لـ مجزرة عامودا التي راح ضحيتها 6 مدنيين بينهم طفلان، برصاص "YPG".

وأشار المصدر إلى أن "قسد" تدّعي بأن المسؤولين عن هذه الجرائم فقدوا حياتهم في المعارك ضد تنظيم الدولة (داعش) أو أنهم اختفوا ولا تعرف مصيرهم".

وتابع "لا يُستبعد إقدام قسد على تصفية بعض عناصرها المعروفين لدى الأهالي والمسؤولين عن الانتهاكات وجرائم القتل في المنطقة مثل (هفال حمزة)، الذي قتل في ظروفٍ غامضة على طريق الحسكة - دير الزور، وكان المسؤول الأول عن ارتكاب مجزرة عامودا".

ولكن مسعود حامد - شقيق أمير - نفى على حسابه في "فيس بوك" مقتل شقيقه، مؤكّداً أنّه ما يزال على قيد الحياة في سجون "قسد".

وبحسب ما ذكرت مصادر عديدة لـ موقع تلفزيون سوريا فإنّ قائد "قسد" والمبعوث الأميركي إلى شمال شرقي سوريا اقترحا - من أجل تهيئة الظروف لبدء المفاوضات الكردية -  تأجيل ملف المعتقلين لوقت لاحق، بسبب صعوبة الوصول إلى تفاهم بين المجلس الوطني الكردي و"قسد" حول هذه الملف.

اقرأ أيضاً.. استئناف الحوار الكردي في سوريا مرتبط بعودة المبعوث الأميركي

يشار إلى أنّ المفاوضات بين "المجلس الوطني الكردي" وأحزاب "الوحدة الوطنية الكردية" بدأت مطلع نيسان الماضي، برعاية من الخارجية الأميركية، وبإشراف مباشر من "مظلوم عبدي" القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وعُقدت عشرات الاجتماعات بين الأطراف الكرديّة في قاعدة عسكرية أميركية مشتركة مع "قسد" بريف الحسكة، مع وجود وإشراف دائم من ممثلي الخارجية الأميركية في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية".