icon
التغطية الحية

أثرياء الحرب القدامى والجدد وعلاقتهم بالنظام السوري.. من يحتمي بمن؟

2022.06.08 | 17:53 دمشق

dmshq_11.jpg
العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
إسطنبول ـ يارا إدريس
+A
حجم الخط
-A

طرحنا في حلقات عدة من الثلاثاء الاقتصادي أسماء رجال أعمال مقربين من النظام على مدى 20 عاما، وكيف تغيرت أحوالهم وعلاقتهم بالنظام بتغير المعطيات، بالإضافة إلى الشبكات التي تربطهم ببعض سواء روابط الدم أم روابط اقتصادية من خلال شركات داخل سوريا وخارجها.

في حلقة هذا الأسبوع تحدثنا مع مدير مركز حرمون للدراسات المعاصرة سمير سعيفان عن دراسة أجراها المركز تحت عنوان (أثرياء الحرب الجدد محل قدامى رجال الأعمال في سوريا).

سعى البحث للإجابة عن الأسئلة التي تشير إلى علاقة دور النخبة الحاكمة بأماكن ولادة أمراء الحرب الجدد، وإلى دوافعها السياسية والاقتصادية لاحتضانهم وتعويمهم، كبديل عن أذرعها الاقتصادية القديمة، من خلال تتبع مسارات صعودهم من خط النشوء، إلى قيادة قاطرة الاقتصاد السوري، على حساب النخب القديمة التي وجدت نفسها بين التهميش والإلغاء. وحاول البحث رصد التداعيات الاقتصادية العامة الناجمة عن هذه التحولات، على مستوى السياسات الاقتصادية المتبعة، وعلى الواقع المعيشي  الكارثي الناجم عنها.

بدأ سعيفان خلال حلقتنا بالشرح كيف تم تأميم الملكيات الكبيرة الصناعية والزراعية والتجارية والشركات التي سيطرت الدولة عليها وكيف بدأ الأسد الأب بفتح المجال للقطاع الخاص بالنمو مع خشيته من ذلك بالوقت نفسه.

كان ذلك بمشاركة مسؤولين بالدولة ثم قام بتشكيل طبقة رجال أعمال من حاشيته وبدأت تتسارع بعد عام 2000، وبهذا تكون تشكلت هذه الطبقة وأسست لنفسها جذورا قوية بين فترة السبعينيات و2000.

من هذه العائلات الشلاح والعطار والعائدي وطلاس وخدام وغريواتي وغراوي وعقاد التي كونت ثروتها خلال هذه المدة، بعد ذلك حاول النظام الاستعاضة عن رجال الأعمال هؤلاء برجال أقرب إليه ويضمن ولاءهم بعد خروج نسبة كبيرة من النخبة القديمة إلى الخارج منهم لمواقف سياسية جريئة وبعضهم خوفا من وضع البلاد الجديد الذي لا يسمح ببيئة عمل طبيعية أمنيا واقتصاديا كما أن حاجة النظام لاستبدال الرجال القدامى الذين وقفوا إلى صفه بعد الثورة هو وصول العقوبات إليهم، فهو يحتاج إلى أسماء جديدة وغير معروفة.

وهنا أشار سعيفان إلى أن رجال الأعمال الجدد ليس لديهم رصيد اجتماعي داخلي فهم مدعومون أمنيا ومن قبل الميليشيات وليس لديهم أي جذور اجتماعية وخلقت ثروتهم بوقت قياسي، في حين أن القدامى لهم جذور وأصل وتدرجوا بالصعود ولذا يمكن تشكيل الأثرياء الجدد بسهولة من خلال الولاء، أما عن الطموحات السياسية لهم فهو ليس بالحسبان لكون الموضوع خطا أحمر بالنسبة للدولة وكانت تهديهم مقاعد في مجلس الشعب شكليا ليس أكثر.

حتى رامي مخلوف يعد أحد الأمثلة التي حاولت التفرد بالقطاع الاقتصادي من خلال مجالات كثيرة مما خلق إشكالية كبيرة بين الطرفين وأطاحت بمخلوف من المشهد الاقتصادي.

هل يخشى النظام من الميليشيات التي يرعاها الأثرياء الجدد؟

ذكر سعيفان أن النظام لا يخشى من الأثرياء الجدد كما القدامى الذي لهم كلمتهم ولا يخشونه، أما الجدد فهم بالمطلق يعملون تحت كنفه وعندما يشعر بالخطورة يستطيع إخفاءهم من المشهد لكونه هو من خلقهم وأعطاهم هذا الفرصة، وهذا ما فعله عندما قام بحل الميليشيات ودمجها بجيشه كما منحهم صلاحيات معينة بقطاعات مختلفة تحت رقابته.

أما بالحديث عن مصدر الثروات لهؤلاء الأغنياء الجدد فهي من خلال الإتاوات التي تأخذها الميليشيات على الحواجز بين القرى والبلدات واحتكار التجارة الخارجية والداخلية أو من خلال الأنفاق أو نقل ملكيات من يد إلى يد كما حصل لشركة سيريتل وإم تي إن على سبيل المثال.

أخيرا كان لا بد من التنويه للعلاقة بين أثرياء الحرب الجدد ومناطق المعارضة فهم نقطة الوصل بين المعارضة والنظام من خلال أثرياء الحرب الذين خلقوا كذلك في مناطق المعارضة ويقومون بما يقوم به أثرياء مناطق النظام واستخدموا الأساليب ذاتها وتحكموا بالمنطقة على صغرها مقارنة بمناطق النظام، إلا أنهم يديرونها بحكم الأمر الواقع ويتبادلون المنافع مع شركائهم في المناطق المختلفة من البلد.