
تعيش منطقة القلمون في ريف دمشق، المعروفة ببرودتها الشديدة، أوضاعاً صعبة مع بدء المنخفضات الجوية وتراجع درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، في ظل انخفاض كميات مازوت التدفئة الموزعة على الأهالي.
الأمر الذي أجبر كثيراً منهم على اللجوء إلى السوق السوداء بأسعار باهظة وصلت إلى 22 ألف ليرة سورية للتر الواحد، ويقول أيمن لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، "إن مدينته التي تعد من أشد مناطق القلمون برودة لم تحصل إلا على كميات قليلة من مخصصات مازوت التدفئة".
وأضاف: "هذا دفع الأهالي لشراء المازوت الحر من السوق السوداء، حيث يتحكم الباعة بالأسعار التي تتراوح بين 19 و21 ألف ليرة للتر".
من جهته، أوضح أبو شادي، من بلدة رأس المعرة، أن مناطق عسال الورد ورأس المعرة، الواقعة عند الحدود الجبلية المرتفعة، شهدت تساقط الثلوج مؤخراً، في حين لم يحصل سوى عدد محدود من السكان على مخصصاتهم.
استغلال السوق السوداء
وقال سكان من مدينة النبك إن بائعي المازوت في السوق السوداء يستغلون الظروف الجوية للتحكم بالأسعار، حيث تجاوز سعر اللتر 22 ألف ليرة، وطالب السكان "محافظة ريف دمشق" بإعطاء الأولوية لتوزيع مازوت التدفئة في منطقة القلمون نظراً لبرودتها الشديدة مقارنة بالمناطق الأخرى.
أزمة محروقات بلا حلول
من جهته، قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة ريف دمشق، محمود حيدر، إنّ "توزيع مازوت التدفئة يتم حالياً وفق خطة التوزيع المعتمدة للشهر الماضي، حيث تم توزيع 1.8 مليون لتر، وسيتم توزيع الكمية نفسها هذا الشهر".
وأشار إلى أن إنهاء التوزيع بشكل كامل يعتمد على كميات التوريدات الإضافية التي تُحدد من قبل لجنة الخدمات والبنى التحتية برئاسة مجلس الوزراء.
بدوره، أوضح رئيس دائرة التوزيع بفرع محروقات ريف دمشق، نور الدين فلاح، أن نسبة توزيع مازوت التدفئة في المحافظة بلغت حتى الآن "8% فقط"، مشيراً إلى أن التوزيع سيبدأ للمناطق الداخلية في المحافظة مطلع الشهر المقبل، حيث تستحق 790 ألف بطاقة عائلية المازوت المدعوم.
نسبة الـ 8 بالمئة من المازوت الموزع، تنطبق أيضاً على معظم المحافظات السورية وصدرت تصريحات من مسؤولين في حكومة النظام السوري في دمشق وحلب ذكرت ذات النسبة، وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه أمام السوق السوداء بأسعار لا يقدر عليها الغالبية العظمى من الشعب السوري.