icon
التغطية الحية

آراء الخبراء حول أهمية قمة طهران في تحديد مصير إدلب

2018.09.06 | 16:09 دمشق

رؤساء تركيا وروسيا وإيران في قمة أنقرة في نسيان الماضي (رويترز)
تلفزيون سوريا - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

يترقب السوريون بخشية النتائج التي ستصدر عن قمة طهران التي ستجمع يوم غد الجمعة رؤساء تركيا وروسيا وإيران، الثلاثي الضامن لمنطقة خفض التصعيد في إدلب وفق أستانة، بعد أن كانت تصريحات مسؤولي هذه البلدان ضبابية ومتكررة طوال الشهر الماضي الذي عمل فيه النظام على استقدام التعزيزات الكبيرة إلى محيط منطقة إدلب، وسط جهود مكثفة من قبل الفصائل العسكرية لتعزيز خطوط الجبهة التي يرجحون أنها قد تشهد معركة قريبة.

طرح موقع تلفزيون سوريا سؤالين على عدد من الخبراء والسياسيين حول أهمية قمة طهران يوم غد الجمعة، لتحديد مصير إدلب، وردة الفعل التركية المتوقعة في حال لم تتوصل إلى تفاهم واضح ونهائي حول إدلب مع كل من روسيا وإيران، وحدوث معركة في المنطقة.

 

د.سمير صالحة |كاتب وباحث تركي، أستاذ جامعي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

قمة طهران في العلن تناقش ملف إدلب لكنها في الأصل تناقش ما بعد إدلب ومسار الملف السوري وموضوع التسويات السياسية، ونتائج اجتماع طهران ستساعدنا على معرفة مسار الأمور في إدلب وفي سوريا ككل بين خيارين أساسيين، الحل في إدلب دون معركة عسكرية أم حل في إطار مواجهة عسكرية، وكل خيار سيكون له سيناريوهاته السياسية والأمنية بالنسبة لأنقرة

خيار المعركة سيوتر العلاقات بين تركيا من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية، ويعني احتمالا كبيرا أن تلتفت أنقرة مجدداً باتجاه واشنطن، ونتائج قمة طهران بين التسوية السياسية في إدلب أو السيناريو العسكري ستساعد على معرفة حجم الاستعداد الأميركي والروسي للتفاهمات الكبيرة في سوريا.

الخيار العسكري في إدلب يعني أن العلاقات التركية الروسية تعرضت لضربة قوية وخلقت أزمة ثقة بين البلدين للاستمرار في التحالفات الثنائية والإقليمية، وسيصل ارتداد هذا الخيار على العلاقات التركية الإيرانية.

تركيا على ضوء أي تصعيد أو عملية عسكرية في إدلب ستدخل مباشرة في ثقلها العسكري حتى ولو اضطرت للدخول في مواجهة مباشرة مع النظام، لأن خيار المواجهة العسكرية وتقديمه على الخيار السياسي ليس فقط استهداف حلفائها المحليين في سوريا، بل تعرض للأمن القومي التركي.

الخيار العسكري بالنسبة لأنقرة سيعني أن النظام وروسيا يريدان فتح الأبواب أمام قسد لتدخل على الخط مرة أخرى، في محاولة لإعادة رسم خريطة شمال سوريا بعد الإنجازات العسكرية التي حققتها أنقرة في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.

هذه الخرائط الأمنية العسكرية الجديدة في شمال سوريا ستعني مرحلة سياسية جديدة في الأزمة السورية.. مع مَنْ؟ وكيف؟... ربما واشنطن ستكون المستفيد الأكبر هذه المرة.

 

د.علي باكير| الكاتب والباحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية

إن قمة طهران لن تكون عبارة عن قمة شكلية، فإذا ما عدنا إلى القمتين السابقتين فسنرى أن الخطوط العريضة التي يتم الاتفاق عليها تجري مراجعتها من قبل الرؤساء ومن ثم متابعة تنفيذها. القمة الأولى تم فيها إعلان الانتصار على داعش والثانية عملت الأطراف خلالها على موضوع مناطق خفض التصعيد، وهذه القمة الثالثة ولا بد أن ملف إدلب سيكون على رأس جدول الأعمال.

إن تركيا لا تريد أن يقوم أي من الأطراف بشن عملية عسكرية لأن ذلك سيكون بمثابة كارثة للمدنيين وتداعياته سيئة على أنقرة أيضاً، ولأنه ليس لدى تركيا كثير من الخيارات فهي ستعتمد على حاجة روسيا لها في الملف السوري، ومن الواضح أن خطوة تركيا في تصنيف هيئة تحرير الشام تدخل ضمن اتفاق مع موسكو حيث تحاول أنقرة حل الموضوع دون الحاجة إلى عملية عسكرية.

ماذا سيجري بعد ذلك؟ من غير الواضح حتى الآن، لكن تركيا ستطلب تعاون أجهزة الاستخبارات التابعة للبلدان الأخرى لمساعدتها على تجنب عملية عسكرية. وإذا فشلت في مهمتها، فستصبح يد روسيا هي العليا، لكن إلى الآن هناك احتواء جزئي للموضوع بانتظار ما ستؤول إليه قمة طهران.

 

تشارلز ليستر | باحث بريطاني ومدير قسم مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط

يبدو أن الأعمال العدائية في إدلب لا مفر منها، لكن السؤال الوحيد يتعلق بنطاق تلك الأعمال العدائية، فتركيا تتعرض لضغوط كبيرة من روسيا لإظهار التقدم على الأرض، لفصل أو إضعاف هيئة تحرير الشام وغيرها من الجماعات المتطرفة، ولكن بصراحة لا أعتقد أن أنقرة لديها ما يكفي لإرضاء روسيا ناهيك عن دمشق وإيران.

وحول أهمية ما سينتج عن قمة طهران، من المرجح أن تكون القمة في طهران شكلية وستتطرق إلى تحديد مدى ونطاق هجوم إدلب بإذن من تركيا.

أعتقد أنه إذا تم حشر تركيا في الزاوية، فلن يكون أمامها خيار سوى الضغط على روسيا على الأرجح عن طريق دعم الجماعات الثورية لشن هجمات عسكرية، بدعم مدفعي من قبل القوات التركية المتمركزة في نقاط المراقبة لإطلاق النار.

لا أعتقد أن تركيا ستخاطر بقتال هيئة تحرير الشام بشكل واسع، وذلك بالنظر إلى مدى وجود تلك المنظمة في تركيا نفسها، فضلاً عن مخاطر التنظيمات الجهادية الأخرى الحليفة.

وبالنظر إلى أوضاع النازحين واللاجئين، واحتمالات التهديدات الإرهابية عبر الحدود، وفقدان النفوذ الحدودي، وإمكانية توسيع قوات سوريا الديمقراطية نفوذها في الشمال الغربي؛ هل ستخاطر تركيا بالدخول في مواجهة مع روسيا؟ أنا لست متأكداً من أن الأتراك لديهم إرادة أكثر من الروس، في نهاية المطاف يريد النظام في سوريا شن الهجوم، وروسيا هي الوحيدة التي تستطيع أن تفعل الكثير للحد من ذلك.

 

محمود إبراهيم| ‏رئيس وحدة الأبحاث والدراسات‏ لدى مركز ‏برق للاستشارات والدراسات المستقبلية

قمة طهران مهمة لأنها ستبحث مصير إدلب الذي تقرر بين استخبارات الدول الثلاث وأركانها العامة التي قررت الدخول في عمليات محدودة ضمن محاور عمليات محددة للسيطرة على جسر الشغور وريفها، ومعرة النعمان وريفها، ومحور مورك - خان شيخون. هذه المحاور ستكون مناصفة بين القوات الروسية الغازية وقوات الاحتلال الإيرانية، وستكون محاور الجنوب بالتحديد لصالح القوات الإيرانية.

بينما سيكون هناك مسعى تدعمه بعض الدول الخارجية مثل ألمانيا، التي كانت تصريحاتها واضحة بدعم العمليات القادمة في إدلب، لتطويق جبهة النصرة والضغط عليها لفرض شروط استسلام معينة تقرها مجموعة من الدول من بينها الدول الثلاث المجتمعة في طهران.

قمة طهران لن تبحث ملف إدلب فقط، ستبحث مصير اتفاقية بحر قزوين التي تشترك فيها الدولتان الرئيسيتان إيران وروسيا، وطريق التغذية الغازية باتجاه أوروبا الذي تشترك فيه تركيا وهذا سيكون تحولا دوليا كبيرا في تحالف جديد واضح وصريح بين الدول الثلاث.

أؤكد أن تركيا مُتوصّلة إلى تفاهم واضح ونهائي مع روسيا وإيران، وأن العلميات العسكرية ستبدأ في وقت قريب جداً.

لن يكون هنالك أي ردة فعل تركية أبداً، لا مبالغ فيها ولا باطنية، لأن محاور الهجوم ستكون محدودة ومحددة تحت راية الفيلق الخامس المغطى بالطلعات الجوية الروسية، بينما القوات الإيرانية ستتوجه من الجنوب والجنوب الشرقي ومحور وقاعدة عملياتها الرئيسية هي تل عزان في ريف حلب الجنوبي.

 

بات مصير إدلب في الرقم الأول رهن توافقات دولية معقدة وغير متبلورة حتى اللحظة، لما فيها من تفاوت وتعارض في مصالح ثلاثي أستانة حول سوريا ككل، وفي الرقم الثاني قدرة الفصائل العسكرية إلى جانب باقي مكونات الثوار على خلق الظروف الميدانية التي تُمكنهم قدر الإمكان من مواجهة هجوم عسكري واسع من قبل تحالف النظام وروسيا وإيران.

ولا يقتصر توجّس السوريين من الأيام القادمة على مصير الشمال السوري فقط، إذ يترقب الجميع انعكاسات الميدان على مجريات المباحثات في مساري جنيف وأستانا، وما سينجم عنهما من قرارات تحدد طبيعة سوريا ومستقبلها.