تتعرض مدن وبلدات في ريف درعا، منذ أمس السبت وحتى اللحظة، لقصفٍ "مكثّف" بمختلف أنواع الأسلحة بعد مشاركة الطائرات الحربية التابعة لـ سلاح الجو الروسي، عمليات القصف على المنطقة إلى جانب قوات "نظام الأسد".
وشنّت طائرات حربية روسية أقلعت مِن "مطار حميميم" (القاعد الروسية) في ريف اللاذقية، غارات مكثّفة على بلدات وقرى عدّة في الريف الشرقي تركّزت على "بصر الحرير، ورخم، والمجيدل، والمليحة الشرقية، وجدل، والكرك، وعاسم، ومسيكة، وحامر، والصورة" إضافة لـ منطقة اللجاة.
وقال ناشطون محليون، إن الطائرات الروسية نفّذت منذ صباح اليوم، أكثر مِن 40 غارة بالصواريخ، في أول تدخل ضمن التصعيد الأخير على درعا الذي بدأت به قوات النظام وميليشياتها منذ نحو أسبوعين، فيما أعلنت "قاعدة حميميم" التابعة لـ روسيا، أنها تدعم العملية البرية لـ النظام بعملياتٍ جوية.
وحسب قادة عسكريين، فإن التدخل الروسي يُعتبر الأول منذ تطبيق اتفاق "تخفيف التصعيد" في الجنوب السوري، شهر تموز عام 2017، حيث شاركت خمس مقاتلات حربية ومروحية روسية، مساء أمس السبت، في قصف بلدات وقرى ريف درعا الشرقي.
وأسفرت الغارات - حسب ما ذكر الناشطون-، عن مقتل مدني وإصابة عشرات آخرين نقلوا إلى نقاط طبية في المنطقة، تزامناً مع غارات مماثلة لـ طائرات حربية روسية استهدفت مواقع الفصائل العسكرية على خطوط التماس مع قوات النظام والميليشيات المساندة لها.
وشهدت بلدات وقرى ريف درعا الشرقي، خلال الأيام القليلة الماضية، موجة نزوح هي الأكبر والأولى منذ بدء اتفاق "تخفيف التصعيد" المتفق عليه بين روسيا (الداعم الرئيسي للنظام) والولايات المتحدة الأمريكية والأردن. شهر تموز من العام الفائت، نحو الحدود الجنوبية قرب الأردن، كونها أكثر المواقع أماناً، وأقلها تصعيداً.
وردّاً على القصف "المكثّف" على ريف درعا الشرقي، استهدفت فصائل غرفة "العمليات المركزية" براجمات الصواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، مواقع قوات النظام والميليشيات "الإيرانية" المساندة لها، في منطقة اللجاة، تزامناً مع اشتباكات - ما تزال مستمرة - بين الطرفين في المنطقة، حسب ناشطين.
وتضم غرفة "العمليات المركزية" التي شُكّلت مؤخراً، غرف عمليات "البنيان المرصوص، رص الصفوف، توحيد الصفوف، عمليات اللجاة، صد الغزاة، صد البغاة، واعتصموا، ومثلث الموت، النصر المبين (في القنيطرة)"، وذلك بهدف تنظيم وتخطيط وقيادة الأعمال القتالية والعسكرية ضد قوات النظام وحلفائه.
وبدأت قوات النظام منذ نحو أسبوعين، حملة عسكرية في ريفي درعا الشرقي والسويداء الغربي ترافق مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي "مكثّف"، أسفر عن وقوع عشرات الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال،إضافة لـ تدمير كبير طال مدينة الحراك وبلدة المليحة الشرقية، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف مِن بلداتهم وقراهم، فيما أعلن مجلس محافظة درعا "الحرّة"، أن الريف الشرقي "منكوب" بشكل كامل، على خلفية ما شهده مِن قصفٍ مدفعي وصاروخي - غير مسبوق - منذ شهور.