تستمر الاشتباكات "العنيفة" في محيط مدينة درعا والريف الشرقي، بين قوات النظام والميليشيات المساندة لها - بدعم جوي روسي - مِن جهة، وبين الفصائل العسكرية المنضوية في غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" مِن جهةٍ أخرى، وسط تقدّم لـ"النظام" في ظل القصف الجوي "المكثّف" على المنطقة.
وقالت غرفة "العمليات المركزية" في بيان حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه إن قوات النظام تمكّنت مِن السيطرة على بلدة "ناحتة" شمال شرق درعا، باشتباكات مع الفصائل العسكرية، أسفرت عن مقتل عشرات العناصر لـ"النظام" في البلدة.
وأوضحت "العمليات المركزية"، أن الفصائل العسكرية انسحبت من بلدة "ناحتة" إلى خطوط الدفاع الخلفية كـ"نوع من التكتيك العسكري" بسبب كثافة القصف الجوي لـ روسيا وقوات "نظام الأسد"، لافتةً إلى أن الاشتباكات مستمرة لحين استعادة البلدة.
وأحصى بيان غرفة العمليات، مقتل أكثر من "76 عنصرا" بينهم ضبّاط لـ قوات النظام والميليشيات "الإيرانية" المساندة لها خلال العمليات العسكرية المستمرة قرب "القاعدة الجوية" غربي مدينة درعا وبلدات الريف الشرقي، دون ذكر حجم خسائرها، لافتةً إلى أن الطائرات الحربية والمروحية لـ روسيا و"النظام" نفّذت أكثر مِن 275 غارة على درعا وريفها، أمس الأربعاء.
وذكرت "العمليات المركزية"، أسماء بعض الضبّاط القتلى منهم "العميد شرف سامي المحيثاوي (مِن قرية المزرعة بالسويداء)، والعقيد هيثم أحمد عبود (مِن مدينة مصياف بحماة)، والملازم رواد حسن ياسين (من ميليشات "النمر" التابعة لـ النظام")، في حين نشرت صفحات موالية لـ"النظام" على مواقع التواصل الاجتماعي، صور القتلى مِن الضبّاط والعناصر.
إلى ذلك، قال مراسل تلفزيون سوريا، اليوم الخميس إن فصائل غرفة "العمليات المركزية" تتصدى لـ محاولة تقدم قوات النظام نحو "القاعدة الجوية" و"جمرك درعا القديم" غربي مدينة درعا، في ظل محاولة مستمرة لـ"النظام" بفصل الريف الشرقي عن الغربي وعزلهما.
واستهدفت فصائل "العمليات المركزية" بصاروخ "أرض أرض" (محلي الصنع- أطلقت عليه اسم "أبو بكر")، مقار قوات النظام وميليشياتها في حي "سجنة" (الخالي مِن السكّان) بمدينة درعا، محقّقين إصابات مباشرة أدّت إلى تدمير "جزء كبير مِن تحصينات النظام"، حسب ما ذكرت "الغرفة" على حسابها في "تويتر".
وتشن قوات النظام حملة عسكرية "شرسة" على مناطق شمال وشرق درعا، تمكنت خلالها من السيطرة على قريتي "الشومرة والشياح" وبلدة "مليحة العطش" وأجزاء من مدينة "بصر الحرير"، وسط قصف جوي ومدفعي "مكثّف"، أسفر عن وقوع عشرات الضحايا المدنيين، وخروج مشافٍ عن الخدمة.
ويشهد الجنوب السوري - محافظة درعا على وجه الخصوص - منذ نحو أسبوعين، حملة عسكرية واسعة لـ قوات النظام تترافق مع قصف مدفعي وصاروخي "مكثّف" إضافة لـ قصف جوي "روسي" - لـ أول مرة - منذ تطبيق اتفاق "تخفيف التصعيد" في الجنوب السوري، بشهر تموز عام 2017، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف من المنطقة.