icon
التغطية الحية

الدمية أمل تصل إلى نهاية رحلتها

2021.10.18 | 18:01 دمشق

3957.jpg
الغارديان - ترجمة وتحرير ربى خدام الجامع - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

ستبدأ المرحلة الأخيرة من رحلة الدمية أمل خلال هذا الأسبوع وذلك عندما تصل هذه الدمية التي تمثل طفلة سورية عمرها تسع سنوات إلى شواطئ المملكة المتحدة بعدما قطعت آلاف الكيلومترات وهي تعبر أوروبا.

وسوف تقرع الأجراس وتغني الجوقات عندما ستظهر أمل الصغيرة على الشاطئ يوم الثلاثاء في فولكستون بمقاطعة كنت، بعدما قطعت تلك الرحلة ذهاباً والتي استغرقت هذا العام بأكمله لتعبر عن حال 17 ألف شخص أو يزيدون تقدموا بطلبات لجوء هرباً من النزاعات والجوع والاضطهاد.

اقرأ أيضاً: دمية "أمل الصغيرة" تسافر من سوريا إلى المملكة المتحدة

وخلال المرحلة الأخيرة لرحلتها، ستزور أمل الصغيرة كانتربيري ولندن، وأوكسفورد، وكوفينتري، وبرمنغهام، وشيفليد وبارنزلي وذلك قبل أن ينتهي هذا العرض لرحلتها في مسرح الشارع المميز بمانشستر في الثالث من تشرين الثاني من العام الجاري.

يقول ديفيد لان أحد منتجي هذا المسير والذي شارك في المشروع منذ بدايته، أي قبل ثلاث سنوات، واهتم بكل خطوة وتفصيل يخصه منذ أن غادرت أمل من غازي عنتاب بالقرب من الحدود التركية-السورية بنهاية شهر تموز الفائت: "كانت الرحلة مليئة بالتحديات وصعبة في بعض الأحيان، لكنها كانت مذهلة ومدهشة".

وقد تطورت فكرة رحلة أمل الصغيرة بحثاً عن أمها المفقودة من مسرحية (الغابة) التي نالت استحساناً كبيراً لكونها تدور حول لاجئين صغار يعيشون في مخيم قريباً من كاليه والتي تم تقديم العرض الافتتاحي لها على مسرح يونغ فيك بلندن في عام 2017. وتوجه هذه المسرحية رسالة واضحة تتصل بالنزوح والفقدان والكرامة والأمل إلى المدن والقرى والبلدات والمدن في جميع أرجاء القارة الأوروبية.

اقرأ أيضاً: دمية عملاقة تمثل طفلة سورية تبدأ رحلتها من تركيا إلى أوروبا |صور

وأمل الصغيرة التي يعبر اسمها عن حالها صنعتها شركة متخصصة بإنتاج الدمى، طولها 3.5 أمتار، ويقوم فريق مؤلف من ثمانية أشخاص مختصين بتحريك الدمى بتشغيلها، حيث يعملون بالتناوب للتحكم بساقيها وذراعيها وتعابير وجهها، وعن ذلك يعلق لان بالقول: "لقد خلقوا الحياة العاطفية للدمية".

ومنذ أن غادرت غازي عنتاب، عبرت أمل الصغيرة ومرافقيها المؤلفين من 25 شخصاً الحدود بعد استكمال شروط وإجراءات كوفيد على الحدود لتعبر من تركيا إلى اليونان، فإيطاليا، فسويسرا، فألمانيا، فبلجيكا، ففرنسا، لتصل إلى المملكة المتحدة أخيراً.

وطوال ذلك الطريق، شاركت أمل وفريقها في حفلات موسيقية وحفلات عادية وورشات عمل. ففي روما، باركها البابا فرنسيس، وفي العديد من الأماكن، رافقها الآلاف من الأهالي عندما مرت بمدنهم أو قراهم.

5435.jpg

إلا أن أقوى العلاقات التي أقامتها أمل كانت مع اللاجئين، حيث يخبرنا لان فيقول: "لقد اندفع المهمشون من كل مكان ليروا من يمثلهم ويمثل أولادهم في وسط الساحة فاحتفوا بالدمية كثيراً، وهذا بحد ذاته مؤثر للغاية".

وهذا الترحيب رافق أمل في كل مكان، باستثناء مكان واحد: إذ في قرية كالامباكا الواقعة شمال اليونان، والتي بني فيها الكثير من الأديرة الأرثوذكسية الأثرية في الصخر، قرر مجلس القرية عدم استقبال: "الدمية المسلمة الآتية من سوريا"، بحسب وصف رئيس البلدية لأمل، ويعلق لان على ذلك بقوله: "إنه لأمر محزن، لكن هذه هي الحياة".

شاهد أيضاً: "أمل الصغيرة" سفيرة اللاجئين السوريين غير مرحب بها في اليونان

أما في لندن، فستحتفل أمل الصغيرة بعيد ميلادها العاشر يوم الأحد الواقع في 24 تشرين الأول، ضمن حفل سيقام في ذا في آند إيه، وقد تم توجيه دعوات للأطفال في سائر أرجاء العاصمة البريطانية للمشاركة في الحفلات الموسيقية والورشات التي ستقام احتفالاً بعيد ميلاد أمل. كما يجري التنسيق للتعامل مع فريق من الطباخين والطهاة حتى يقوموا بإعداد كعكة عيد ميلاد ضخمة لأمل مؤلفة من مئات الكعكات الصغيرة الملونة بألوان قوس قزح وبمختلف النكهات.

يقول الطاهي أوتام أوتولنغي المسؤول عن عملية التنسيق هذه: "إن سرد قصص اللاجئين عموماً وقصة رحلة أمل على وجه الخصوص يعتبر أمراً إيجابياً في ظل الظروف الكئيبة للغاية، كما أنها ستلتقي بالكثير من أطفال لندن الذين سيحتفلون بعيد ميلادها، وسيتعرفون إلى رحلتها. وخير طريقة للقيام بذلك تتلخص في هذا العمل المؤلف من كعكات صغيرة التي خبزها العديد من الطهاة".

يصف لان رحلة أمل بعرض مسرحي امتد على خشبة مسرح طولها 8000 كم، وأعلن عن عدم ظهور مشكلات فنية حتى الآن، بالرغم من وجود كثير من العقبات اللوجستية المتعلقة بالسفر، والتدريبات والأداء في ثماني دول، ويعلق على ذلك بقوله: "كانت أشبه برحلة سيرك متجول، أو بعرض جوال كبير، ولهذا أبدى كثيرون رغبتهم بالمشاركة فيه، كما غمرونا بمودتهم الكبيرة. فنحن لسنا بسياسيين، بل إننا نقول للناس: تذكروا أن اللاجئين بشر، ونتمنى أن تساعد ذكرى هذه الطفلة العجيبة والجميلة وهي تقطع القرى والمدن والجبال في تغيير الأوضاع ولو قليلاً".

 

المصدر: غارديان