icon
التغطية الحية

مبادرات بلا دعم.. الشمال السوري بحاجة لمراكز تأهيل ودعم أطفال التوحد

2024.04.29 | 16:06 دمشق

آخر تحديث: 29.04.2024 | 17:07 دمشق

مركز مبدعون لتأهيل اطفال التوحد في مدينة ادلب
مركز مبدعون لتأهيل أطفال التوحد في مدينة إدلب
إدلب - علا المصري
+A
حجم الخط
-A

يندر في الشمال السوري أخصائيون وخبراء بمقدورهم التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحّد وفهم حاجاتهم ومستلزماتهم، هذا ما دفع الأستاذة (هبة كادك) الحائزة على دبلوم في التربية الخاصة ولغة المكفوفين ولغة الإشارة إلى افتتاح مركز "مبدعون" الخاص بدعم وتدريب وتأهيل أطفال التوحد في مدينة إدلب.

يعمل كادر المركز بشكل تطوعي ويضم أساتذة من مختلف الاختصاصات؛ وأخصائيي صعوبات التعلم والنطق والعلاج الفيزيائي والدعم النفسي وغيره.

تقول كادك لموقع تلفزيون سوريا: "التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد دقيق وحساس جداً ولكن تحسُّن الطفل واستجابته يُنسينا كل أنواع التعب الذي مررنا به".

تحديات غياب الدعم

المركز الصغير في مساحته لا يستوعب العدد ما دفع كادك إلى تقسيم المطبخ وجعله غرفة للتدريب، ولا يتلقى المركز دعماً من المنظمات الإنسانية على الأقل لدفع الإيجار الشهري والمصاريف، ولذلك يعمل الكادر بشكل تطوعي.

أما عن معايير القبول في المركز فيتوجب على ولي الطفل إحضار تقرير طبي من طبيب الأعصاب ينص على تشخيص الطفل باضطراب التوحد.

 

يحقق الكادر رغم التحديات تقدماً مع الأطفال المصابين باضطراب التوحد، وقالت السيدة هناء جبران إن ابنها مجاهد عضوم البالغ من العمر 11 عاماً مصاب باضطراب توحد شديد، وقد تعدَّلت كثير من سلوكياته بعد أن خضع لبرامج وتدريبات في المركز.

قالت والدة الطفل محمود زكور أحد أطفال التوحد في مركز مبدعون: "كنت أتفاجأ من سلوكيات طفلي وصمته المستمر وانعزاله عن معظم الناس؛ حتى عاينه طبيب الأعصاب وشخص حالته (طيف توحد)، وبعدها بحثت كثيراً عن مراكز لتأهيل وتدريب أطفال التوحد، ولكن رفضت بعض المراكز استقبال ابني محمود لأن عمره 13 عاماً وبرأيهم فإن احتمال استفادته واستجابته ضئيلة جداً وليس هناك أمل في تحسُّنه أصلاً، حتى وصلت أخيراً إلى مركز مبدعون إذ تم استقبال طفلي وتدريبه وتأهيله بطرق مدروسة، وبعد 6 أشهر بدأت ألاحظ مدى استجابته وهدوئه، وبدأ محمود باللعب مع إخوته ولم يعد يحطم أغراض المنزل".

الحاجة إلى بنية تحتية أكبر من مراكز

وأشارت أخصائية التربية فاطمة الحمود إلى ضرورة وجود أخصائي تربية خاصة وأخصائي نطق وتعديل سلوك وتكامل حسي، في مراكز تأهيل أطفال التوحد، وهي اختصاصات يفتقر إليها الشمال السوري.

وأوضحت فاطمة الحمود في حديثها لموقع تلفزيون سوريا بأنه من الخطير إطلاق مسمى "طفل التوحد" على أي طفل لديه بعض صفات التوحد: "هناك الكثير من الحالات التي يتم تشخيصها من قِبل البعض على أنها طيف توحد ولكنها اضطراب في التواصل الاجتماعي أو اضطرابات نطق فقط، هناك ضرورة لوجود مراكز تدخُّل مبكر ومراكز تربية خاصة ومراكز تدريب مهني في الشمال السوري".

وعبَّرت الأستاذة فاطمة عن استعدادها للمساهمة في تقديم أي مساعدة للمراكز العاملة في هذا المجال.

أعربت مديرة مركز مبدعون عن استعدادها لاستقبال حالات التوحد من البالغين والشباب ولكن ضيق المركز وقلة الإمكانيات وانعدام الدعم هو العائق الوحيد الذي يقف أمامهم، لأنه يجب أن يتم تدريب الشبان المصابين بالتوحد مهنيَّاً وهذا غير متاح في الشمال السوري. وهذا ما أكدت عليه الأخصائية فاطمة الحمود بأن المنطقة بحاجة إلى مراكز للتدريب المهني.

يروي النائب الإدراي في مركز مبدعون سامر كوجك لموقع تلفزيون سوريا أحد المواقف التي أثَّرت فيه: "انتقلت إلى مركزنا طفلة بعد أن كانت تواجه في إحدى المدارس العامة رفض المعلمين لحركاتها وسلوكياتها النمطية دون إدراكهم بحالتها وأخد سلوكياتها وتحركاتها بعين الاعتبار بل تم استبعادها ونفيها خارج المدرسة، كما يؤثر بي أحد أطفال التوحد الذي يعاني من حالة صحية تُرخي عضلات جسده ليقع فجأة أمام زملائه".

ما هو مرض التوحد؟

التوحد Autism هو نوع من أنواع الاضطرابات النمائية التطورية أي التى تحدث أثرا في نمو وتطور الأطفال، وتشخص الحالات غالبا في العام الثالث من عمر الطفل، وتحدث هذه الاضطرابات نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي الذي يؤثر على بعض وظائف المخ، محدثا اضطرابات النمو والمشكلات السلوكية التي تميز مرضى التوحد. ويؤثر اضطراب طيف التوحد في كيفية إدراك الطفل للآخرين والاندماج معهم، ويتجلى هذا الاضطراب في جوانب أساسية من نموه، مثل التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي.

أعراض التوحد عند الأطفال

أولا: ملامح عامة عن طرق التواصل والتفاعل مع الآخرين

  1. لا يستجيب عند مناداته باسمه، أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقات.
  2. يرفض العناق والملامسة، ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده، منسحباً إلى عالمه الخاص.
  3. لا يتواصل بصرياً، أو يكون تواصله ضعيفاً، وتغيب تعبيرات الوجه.
  4. لا يتكلم أو يتأخر في الكلام، أو قد يفقد قدرته السابقة على التلفظ بالكلمات والجمل.
  5. غير قادر على بدء محادثة أو الاستمرار فيها، وقد يفصح عن طلباته أو يسمّي الأشياء.
  6. يتكلم بنبرة أو إيقاع غير معتاد، فقد يستخدم صوتا رتيبا، أو يتكلم مثل الإنسان الآلي.
  7. قد يكرر الكلمات أو العبارات حرفيا، دون أن يعي كيفية استخدامها.
  8. يبدو كأنه لا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
  9. لا يعبر عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو كأنه غير مدرك لمشاعر الآخرين.
  10. لا يدلّ على الأشياء، ولا يجلبها لمشاركة اهتماماته.
  11. تفاعله الاجتماعي غير ملائم، كأن يكون بليدا أو عدائيا أو مخرّبا.

ما يزال كثير من أطفال التوحد في الشمال السوري بحاجة للمراكز التأهيلية والتدريبية، متروكون لجهل العامّة بالتعامل معهم وتفهُّم حاجاتهم وتقبُّل سلوكياتهم، وقد نوَّهت الأخصائية والمستشارة دعاء بريخان من إسطنبول إلى ضرورة توفُّر أخصائيين على مستوى عالٍ من التأهيل وعدم الخلط بين سمات التوحد والاضطرابات الأخرى، وأضافت: "غياب المراكز عن الشمال تزيد حالة الطفل سوءاً، كما يجب أن يتوفر في المراكز طبيب أعصاب وطبيب أطفال ليُبدي كل منهم رأيه، ويجب أن تتوفر اختبارات الذكاء ومعرفة العمر الزمني والعمر العقلي وغيره".