تشهد المنطقة الحدودية العازلة بين ليبيا وتونس تجمع مئات المهاجرين الأفارقة ما يزالون متروكين في حر الصحراء من دون طعام أو شراب، بينهم حوامل وأطفال، كانوا في طريقهم إلى أوروبا لتقديم لجوء في إحدى بلدان الاتحاد.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الخميس، أن 140 مهاجراً من أفريقيا جنوب الصحراء قالوا إنّهم في المنطقة منذ ثلاثة أسابيع، وأقاموا مخيّماً موقّتاً على حافّة مستنقع ملحي، على بُعد 30 متراً من حاجز رأس جدير الحدودي الليبي.
#خطير
— Empire Chérifien (@aguellidsm) July 23, 2023
حرس الحدود الليبي🇱🇾 ينقذ حياة مهاجرين أفارقة في عمق الصحراء بعد طردهم من #تونس بلا أكل ولا ماء من طرف سلطات #قيس_سعيد🇹🇳 بتواطئ مع النظام العسكري الجزائري🇩🇿 بهدف إغراق #ليبيا وخلق المشاكل للسلطات الليبية.
لا حول ولا قوة إلا بالله 😥#هجرة #إفريقيا #طرابلس #بنغازي #الدبيبة pic.twitter.com/jbytJ1ENRx
ويحاول رجال ونساء وأطفال تحمّل الحرّ الشديد نهاراً والبرد ليلاً، بلا مياه أو طعام أو وسيلة للاحتماء من أشعة الشمس والرياح.
وإثر صدامات أودت بمواطن تونسي في الثالث من تموز، طُرد عشرات المهاجرين الأفارقة من صفاقس ونُقلوا إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر.
وفق حرس الحدود الليبيّين وشهادات جمعتها الوكالة، فإنّ مجموعتَين أخريين تضمّ كل منهما نحو مئة شخص، موجودتان في منطقة رأس جدير بين ليبيا وتونس منذ صدامات الثالث من تموز في صفاقس.
فاطمة امرأة نيجيريّة تبلغ 36 عاماً انتهى بها المطاف في رأس جدير مع زوجها، بعيداً عن طفلهما البالغ ثلاث سنوات والذي بقي في صفاقس، نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وقالت فاطمة "لم أرَ طفلي منذ ثلاثة أسابيع. أحضرنا الجنود التونسيّون إلى هنا. ليس لدينا هاتف أو مال. لا شيء. أخذوا كل شيء منا".
عالقون في الصحراء
وقال النيجيري جورج (43 عاماً)، للوكالة "لا نعلم أين نحن. نعاني هنا، بلا طعام وبلا مياه"، مضيفاً أنه "لا يسمح لنا الليبيّون بدخول أرضهم، والتونسيّون يمنعوننا من العودة. نحن عالقون وسط كلّ هذا"، مناشداً الدول الأوروبّية "للمساعدة أو إرسال سفينة إنقاذ".
وهتف "حياة السود مهمة!"، وانضم إليه أفارقة آخرون رفع أحدهم لافتة كتب عليها "الحكومة التونسيّة تقتلنا ببطء. نحن بحاجة إلى مساعدة"، في حين كُتِبت على لافتة أخرى عبارة "نحن لسنا حيوانات".
خلال الأيام العشرة الماضية، آوى حرس الحدود الليبيون مئات من المهاجرين الذين عُثِر عليهم يتجوّلون في الصحراء، جنوب رأس جدير حيث عثر على خمس جثث على الأقل.
ويتقاسم المهاجرون الذين تقطّعت بهم السبل في رأس جدير القليل من الطعام والماء الذي يحضره لهم الليبيون عبر الهلال الأحمر المحلي.
من جانبه، قال مبارك آدم محمد للوكالة "النساء والفتيات لا يتحمّلن هذه الظروف (...) بعد أيّام قليلة من وصولنا إلى هنا، أحضر لنا الهلال الأحمر الليبي القماش المشمّع" الذي لا يكفي للوقاية من أشعّة الشمس الحارقة، داعياً "المنظّمات الإقليميّة والدولية" إلى التدخّل لإجلاء المهاجرين.
وروى الشاب البالغ 24 عاماً "اعتقلتني الشرطة في صفاقس وأحضرتني إلى هنا بالقوة"، مضيفاً أنه فر من السودان الذي مزقته الحرب بحثا عن ملجأ في ليبيا أولاً، ثم توجه إلى تونس قبل أن "يُلقى القبض عليه مع الآخرين جميعهم". وقال "الجيش والشرطة التونسيان متمركزان هناك لمنع الناس من العودة إلى تونس".
وذكرت منظّمة هيومن رايتس ووتش غير الحكوميّة أن الشرطة التونسية "طردت" نحو 1200 أفريقي إلى مناطق مقفرة قرب ليبيا في الشرق والجزائر في الغرب.
ولاحقاً، تولى الهلال الاحمر التونسي إسعاف نحو 600 منهم في الجانب الليبي، ومئات في الجانب الجزائري، عبر توزيعهم في مراكز إيواء.
وتبذل السلطات الليبية جهداً كبيراً للتعامل مع أكثر من 600 ألف مهاجر موجودين على أراضيها، وتقدم إليهم كميات ضئيلة من المياه والغذاء عبر الهلال الاحمر الليبي.