icon
التغطية الحية

غابرييل أتال.. يهودي انتقل من يسار الوسط إلى رئاسة حكومة فرنسا

2024.01.11 | 18:15 دمشق

Gabriel Attal
رئيس الحكومة الفرنسي غابرييل أتال ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ خاص ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

وصفت الصحافة الغربية طريق غابرييل أتال إلى رئاسة حكومة فرنسا، بأنه "مسار مذهل"، باعتباره أصغر شاب (32 عاما) يقود الحكومة الفرنسية، ودفعت قدرته على التواصل والتكلم إلى كسب لقب "قناص الكلمات"، في حين وصفه آخرون بـ "ماكرون جونيور"، نسبة إلى الرئيس الفرنسي الذي تجمعه بأتال علاقة مميزة، ماكرون أيضا وصف بعدة ألقاب، فقد عرف سابقا بـ "الفتى الذهبي" للسياسة الفرنسية بسبب حيويته وديناميكيته، لكن المناخ السياسي كان ثقيلا خلال سنوات رئاسته التي شهدت احتجاجات واضطرابات عدة مما أثر على "لون ماكرون الذهبي".

عائلة يهودية تونسية

ولد أتال في عام 1989 ونشأ وترعرع غابرييل أتال في ضاحية كلامار الجنوبية بباريس لعائلة يهودية تونسية، مع شقيقاته الثلاث الأصغر منه ويستخدم الاسم الكامل غابرييل أتال دي كوريس.

والده إيف أتال محام ومنتج سينمائي من أصل يهودي تونسي توفي عام 2015، ووالدته ماري دي كوريس عملت أيضا في مجال السينما، وتنحدر من مسيحيين أرثوذكس من مدينة أوديسا الأوكرانية.

في عام 2019، قال أتال لصحيفة ليبراسيون الإخبارية: "قال لي والدي: ربما تكون أرثوذكسيا ولكنك ستشعر بأنك يهودي طوال حياتك، ويرجع ذلك أساسا إلى أنك ستعاني من معاداة السامية بسبب اسمك".

درس في جامعة بانثيون-آساس القانون بين عامي 2008 و2011، وحصل على درجة الماجستير في جامعة ساينس بو عام 2012، في الشؤون العامة.

مشواره السياسي

كان عمره 17 عاما، عندما انضم إلى الحزب الاشتراكي ودعم الحزب ومرشحته الرئاسية سيغولين رويال، في انتخابات عام 2007.

في بداية مشواره السياسي، عمل عام 2012 في وزارة الصحة الفرنسية وهو في 23 من عمره خلال رئاسة فرانسوا هولاند، ثم شغل أتال منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة خلال أزمة "كورونا"، وأصبح معروفا لدى الرأي العام، بعد ذلك دخل الحكومة من باب صغير عندما كُلف حقيبة سكرتير الدولة للشباب.

عام 2016، تخلى عن الحزب الاشتراكي، وأصبح أتال من أوائل الاشتراكيين الذين انضموا إلى إيمانويل ماكرون عندما أسس حزبه "إلى الأمام" الذي كان نقطة انطلاق ماكرون إلى الرئاسة.

وبعد إعادة انتخابه في 2022، عرض عليه إيمانويل ماكرون حقيبة الميزانية وكان من الوزراء القلائل الذين أرسلهم ماكرون إلى الخطوط الأمامية ليدافعوا عن قانون إصلاح أنظمة التقاعد المثير للجدل، والذي أثار اضطرابات واحتجاجات.

ولم يمض وقت طويل حتى استلم وزارة التربية الوطنية المرموقة، اعتبارا من تموز 2023.

وفي سن التاسعة والعشرين، تم تعيينه وزيرا للدولة في وزارة التعليم، ليصبح أصغر عضو في الحكومة في عهد الجمهورية الخامسة.

وشغل أتال العديد من المناصب السياسية رفيعة المستوى بما في ذلك رئيس حزب الجمهورية إلى الأمام، والمتحدث باسم الحكومة، ووزير الحسابات العامة، وكذلك وزير التعليم. تم انتخابه لعضوية Assemblée National في حزيران من العام الماضي.

يذكر أن أتال في "شراكة مدنية" مع ستيفان سيجورني، 38 عاما، عضو البرلمان الأوروبي والأمين العام للحزب الحاكم - المسمى الآن النهضة - والذي كان أحد المستشارين السياسيين لماكرون حتى عام 2021.

وسيكون أتال أصغر رئيس وزراء لفرنسا وأول رئيس للوزراء يعلن عن مثليته الجنسية.

من يسار الوسط إلى يمين الوسط

في السنوات الماضية، تحولت سياسة أتال من يسار الوسط إلى يمين الوسط، إذ علق على إضرابات الموظفين في شركة السكك الحديدية الوطنية SNCF، قائلا إن فرنسا يجب أن "تخرج من ثقافة الإضراب" واتهم الطلاب الذين يحتجون على التغييرات في نظام التعليم بأنهم "بوهيميون برجوازيون".

شغل أتال الإعلام عقب تصريحات في المواضيع الحساسة بالسياسة الفرنسية الداخلية مثل الحجاب والعباءة والحقوق والواجبات والمهاجرين، حيث تبنى موقفا يدعم منع العباءة في المدرسة وفرض زي موحد، ليصبح بهذه المواقف مثار إعجاب كبار السن الذين يشكّلون قلب الناخبين المؤيدين لماكرون.

مواقف معارضة لأتال: متخصص بالغطرسة والازدراء

قبل أسابيع، عبرت ماتيلد بانو زعيمة كتلة اليسار الراديكالي عن استغرابها لهذا الحماس لـ"رجل السلطة" هذا الذي يثير سخرية حتى بين مؤيديه بسبب "اعتداده بتفوقه".

ووصفته بانو أنه "ماكرون جونيور متخصص بالغطرسة والازدراء".

ويرى معارضون لسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن هذه الخطوة لن تؤدي بالضرورة إلى أي تحول سياسي كبير، لكنها تشير إلى رغبة ماكرون في محاولة تجاوز إصلاحات التقاعد والهجرة التي لم تحظ بشعبية العام الماضي وتحسين فرص حزبه الوسطي في انتخابات الاتحاد الأوروبي في حزيران المقبل.

وسارع زعماء المعارضة إلى القول بأنهم لا يتوقعون الكثير من وراء التغيير في منصب رئيس الوزراء، حيث يتولى ماكرون نفسه الكثير من عملية صنع القرار.

وقال أوليفييه فور زعيم الحزب الاشتراكي لراديو فرانس إنتر "إليزابيث بورن أو جابرييل أتال أو أي شخص آخر، لا يهمني، ستكون نفس السياسات".

وقال ماكرون، الذي أكد نهاية العام الماضي أنه سيعلن عن مبادرات سياسية جديدة "عزيزي غابرييل أتال، أعلم أنني أستطيع الاعتماد على طاقتك والتزامك بتنفيذ مشروع التنشيط والتجديد الذي أعلنته".