ألحقت عاصفة مطرية مصحوبة بحبات البرد، ليلة الأحد، أضراراً كبيرة في محاصيل زراعية بعدة قرى بمنطقة الدرباسية وعامودا ورأس العين شمالي الحسكة.
حسين خلوف، وهو مزارع من ريف الدرباسية، قال لموقع "تلفزيون سوريا"، إن العاصفة المطرية المصحوبة بحبات البرد كبيرة الحجم ألحقت أضراراً جسيمة في جميع أنواع المحاصيل الزراعية بنسب متفاوتة.
وتضررت المحاصيل الزراعية في قرى بيركنيس وملك وقنيطرة وظهر العرب وبر كفري وكديش ودليك وتورات وقيروان وشيرك وعالية وجطل وتبش ومبروكة وتل تشرين شمالي الحسكة.
وأوضح خلوف أن الأراضي المزروعة بالقمح والشعير تضررت بنسب متفاوتة، تراوحت بين 10 إلى 20 في المئة في القرى والمناطق التي ضربتها العاصفة.
بينما تضررت محاصيل الكمون والكزبرة والفول والعدس بنسبة وصلت إلى 60 في المئة من إجمالي المساحة المزروعة بهذه المحاصيل في بعض القرى.
وأشار خلوف إلى أن آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الواقعة بريف الدرباسية الغربي والجنوبي الغربي تضررت من جراء العاصفة المطرية، وتساقط حبات البرد الذي استمر لنحو 10 دقائق متواصلة ليلة الأحد.
وألحقت العاصفة أضراراً بحقول أشجار الزيتون والعنب والرمان بنسبة أقل مقارنة بالأراضي المزروعة بمحاصيل البقوليات والعطريات والشعير والقمح.
من يعوض المتضررين؟
ودعا شمدين شيخي، وهو أحد المزارعين المتضررين من العاصفة، "الإدارة الذاتية" بالعمل على تقييم خسائر المزارعين وتعويضهم ولو جزئياً.
ولفت شيخي إلى أنه "خلال السنوات السابقة تضرر المزارعون في المنطقة ذاتها من جراء العواصف المصحوبة بحبات البرد، في حين اكتفت لجان تابعة للإدارة الذاتية بمنح وعود للمزارعين بتقييم الخسائر وتعويضهم من دون تقديم أي دعم على أرض الواقع".
وأكد أن "المزارع لم يعد يحتمل التكاليف الكبيرة والمتزايدة للاستمرار في العمل، في ظل غياب أي دعم من الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة في المنطقة، خاصة مع شراء المحاصيل بأسعار رخيصة لا تراعي ما يتكبده المزارع من تكاليف الإنتاج".
مشدداً على أن "نسبة الضرر في بعض المحاصيل وصلت إلى 70 في المئة، ما يعني أن أصحاب هذه الأراضي لن يستطيعوا تعويض حتى رأس المال، ما يؤدي إلى عزوف المزيد من المزارعين عن العمل الموسم المقبل".
معاناة المزارعين في مناطق سيطرة "قسد"
ويعاني المزارعون في مناطق شمال شرقي سوريا من ارتفاع تكاليف الزراعة وغياب الدعم، إضافة إلى حصر بيع المحاصيل الاستراتيجية كالقمح إلى "الإدارة الذاتية"، ومنع تصدير أنواع أخرى من المحاصيل، ما تسبب بتكبد المزارعين خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، عانى المزارعون من صعوبات كبيرة في توفير مادة المازوت لتشغيل آبارهم، إلى جانب ارتفاع أسعار السماد والأدوية وعدم فعاليتها، وفق ما ذكر مهندسون زراعيون لموقع "تلفزيون سوريا".