icon
التغطية الحية

المنكوبون في حلب واللاذقية بلا مأوى أو طعام والنظام السوري يعرقل العمل الإغاثي

2023.02.08 | 14:58 دمشق

الزلزال في اللاذقية
آثار الزلزال على أحد المباني في مدينة اللاذقية - رويترز
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

بعد ثلاثة أيام من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، بدأت تظهر آثاره المدمرة، وسط ضعف استجابة حكومة النظام للكارثة، فضلاً عن تخبط العمل الإغاثي، ومنع المبادرات الفردية والمجتمعية التي قام بها سوريون بعد ساعات قليلة دون موافقات من حكومة النظام.

وفي ظل استمرار الهزات الارتدادية وخوف المنكوبين في حلب واللاذقية من العودة إلى منازلهم خشية انهيارها، أظهرت حكومة النظام فشلها في احتواء الكارثة وعدم قدرتها على تأمين المشردين في الشوارع المجتمعين عند دوار اليمن في مدينة اللاذقية، وفي ساحات حلب الرئيسية دون مأوى ولا طعام، كما أفاد عدد من المنكوبين في هاتين المدينتين لموقع "تلفزيون سوريا".

النظام يمنع المتطوعين والمبادرات الفردية

وعلى الرغم من مسارعة كثير من السوريين للتطوع والقيام بمبادرات تخفف معاناة الناس من كارثة الزلزال، إلا أن هناك من توقف عن إطلاق مبادرته بحجة حاجته للحصول على موافقات وتراخيص، وهذا ما حدث مع عدد من المحامين والناشطين في مناطق دمشق واللاذقية وسط غياب التنسيق الحكومي وضعفه في إيصال المساعدات والإغاثة للمنكوبين الذين ما زالوا يعانون البرد والجوع ونقص الدواء والعلاج في شوارع حلب واللاذقية.

وذكرت مصادر محلية لموقع "تلفزيون سوريا" أن حكومة النظام منعت بعض المبادرات الفردية في دمشق من العمل على إغاثة المنكوبين في حلب واللاذقية، بعد قيامهم بجمع المواد الغذائية والملابس والأغطية، وقال أحد المحامين المشاركين في هذه الحملات إنه "حتى عمل الخير والاستجابة السريعة للكارثة تحتاج إلى روتين وسيطرة جهة واحدة عليها وتحكمها بالمحتاجين، بحجة ضرورة الحصول على موافقات من عدة جهات".

وأوضح المحامي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن حكومة النظام "لم تقم بواجبها لجهة تحديد أماكن توزع المنكوبين وأعدادهم وقوائم بالناجين، وإلى أين ستذهب المساعدات، وما هو النقص؟"، وتساءل "ما دور اللجنة العليا للإغاثة التابعة لوزارة الإدارة المحلية وأين هي مما يحدث؟".

وعقب كارثة الزلزال، نشطت جمعيات ومنظمات محلية مرخصة سابقاً في تقديم الدعم والمساعدة للمنكوبين، إلا أنه يتوجب عليها العمل تحت سيطرة "الأمانة السورية للتنمية" و"الهلال الأحمر العربي السوري"، اللذين قاما بحصر التبرع العيني والنقدي في مراكزها المنتشرة في مناطق النظام.

اتهامات بسرقة المعونات والتبرعات

ووسط هذه الفوضى في إغاثة المنكوبين، ظهرت بعض المنشورات على موقع فيسبوك ومن قبل بعض الناشطين تتهم المسؤولين عن الإغاثة بسرقة المعونات والتبرعات، واستغلال حاجة الناس التي فقدت ذويها وكل ما تملك من جراء الزلزال.

وفي ملعب الحمدانية بحلب، ما تزال الناس تفترش الأرض رغم وصول سيارة محملة بالبطانيات والفرشات، لكن لم يتم توزيع شيء منها حتى الآن، ولا تدري الناس أين اختفت السيارة، كما أفادت مصادر خاصة من مدينة اللاذقية.

وقال ناشط مدني يعمل في جمعية مدنية في اللاذقية لموقع "تلفزيون سوريا"، إنه "حتى الآن لم يوزع شيئاً من المساعدات القادمة من الدول، رغم هبوط بعض الطائرات في مطار دمشق وحلب"، مضيفاً أنه "نحن في اليوم الثالث والنظام مازال غائباً عن القيام بدوره".

وتتساءل كثير من العائلات التي ما زالت بلا مأوى وسط البرد والجوع عن مصير محتويات طائرات المساعدات التي وصلت إلى مطاري دمشق وحلب حتى الآن، فضلاً عن تجمعات في اللاذقية وحلب تعاني من نقص الدواء، وأخرى فيها دواء بلا أطباء، وسط علو صرخات المنكوبين بالقول "ما متنا من الزلزال متنا من البرد والجوع بعد دمار منازلنا".

كيف قضى أهالي اللاذقية وحلب الساعات الأولى بعد الزلزال؟

ويروي سامي، وهو شاب في العقد الرابع من عمره، تفاصيل ما حدث ليلة وقوع الزلزال قائلاً "خرجنا بعد الشعور بالزلزال بثوانٍ من منزلنا بثيابنا، واتجهنا نحو الشوارع حتى ساعات الصباح"، مضيفاً أن منزل عائلته في قرية اسطامو بريف اللاذقية متصدع بدرجة كبيرة، ولا يمكن العودة إليه.

وأشار سامي، في حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا" إلى أنه "في يوم الزلزال نفسه، وبعد حلول الظلام اختفت كل الناس وبقينا مجموعة من العوائل في الشارع"، مضيفاً أن "عدة أبنية في القرية تُركت فيها الضحايا تحت الأنقاض، لعدم توفر فرق الإنقاذ والمعدات، وفي اليوم الثاني تم انتشال 50 ضحية و21 ناجياً".

ولا يختلف ما حدث في اللاذقية، عما حصل في حلب، وقال مصدر في أحد المشافي الحكومية في المدينة، لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "الوضع سيء جداً، وسط نقص الكوادر الطبية في المشافي الممتلئة بالضحايا والمصابين".

وأضاف المصدر أن سيارات الإسعاف القليلة لا تستطيع التعامل مع كارثة بهذا الحجم، فضلاً عن حاجة المشافي لألبسة أطفال وحفاضات وبطانيات وحليب وكثير من الزمر الدوائية المفقودة، بالإضافة إلى النقص في معدات الإنقاذ، ونقص شديد في المحروقات، وعدم توفر المياه.

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، وصل عدد ضحايا الزلزال في سوريا إلى 2450 شخصاً، بينهم 1250 شخصاً في مناطق سيطرة النظام السوري في حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، و1200 شخص في مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا في محافظتي إدلب وحلب، بينما تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع، إذ ما زال عدد كبير من الأشخاص تحت أنقاض آلاف المباني المدمرة.