نفذّت السلطات البلغارية يوم الثلاثاء الماضي حملة مداهمات في العاصمة صوفيا، عقب حادث اصطدام حافلة تقل مهاجرين بسيارة شرطة أسفرت عن مقتل شرطيين، واعتقلت 36 مهاجراً سورياً غير شرعي ومهاجراً مغربياً.
وجاءت الحملة الأمنية في أعقاب اصطدام حافلة كانت تقل 47 مهاجراً سورياً وتحمل لوحة تركية بسيارة شرطة، يوم الخميس الفائت بالقرب من مدينة بورغاس شمال شرقي الحدود مع تركيا، ما أسفر عن مقتل الشرطيين.
كما قبضت السلطات على 141 مهاجراً أفغانياً من دون وثائق بين يومي السبت والإثنين الماضيين كانوا مختبئين في قرية بالقرب من مدينة بورغاس أيضا. ووجدت أكثر من 100 مهاجر داخل حافلة تحمل لوحة من مقدونيا الشمالية ويقودها مواطن مقدوني.
ومن جهة أخرى، عبّر رئيس لجنة هلسنكي البلغارية لحقوق الإنسان، كراسيمير كانيف، عن قلقه من أسلوب تعامل السلطات البلغارية مع المهاجرين المحتجزين. موضحا أن خطر الانتهاكات يحيط بهم إذ إنهم "لا يعرفون اللغة، وليس لديهم أقارب ولا يمكنهم تحصيل دفاع قانوني وهم عرضة لعنف الشرطة". مشيرا إلى أن المواطنين في بلغاريا لن يعرفوا عن السوء الذي يرزح تحته المهاجرون، و"لن تتاح للضحايا فرصة التحدث علنا عن العنف".
ويوم الخميس الفائت، ألقت السلطات القبض على مواطن سوري حاصل على الحماية المؤقتة في البلاد على خلفية تسببه بمقتل شرطيين محليين، ثم اعتقلت شريكه السوري الآخر بعد فراره، في حين ألقت القبض أيضاً على مالك الحافلة.
"هناك حرب يشنها المهاجرون على بلغاريا"
وعقب مقتل الشرطيين، صرّح وزير الداخلية المؤقت إيفان ديمرسيف: "هناك حرب يشنها المهاجرون على بلغاريا"، ما أثار عاصفة من الجدل بشأن الفساد والتهريب وضعف مراقبة الحدود في البلاد.
وأضاف ديمرسيف، أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الحادث هو أن ضباط "حرس الحدود" لم يؤدوا واجباتهم بدقة كافية، إذ ليس من مهمة شرطة "بورغاس" إيقاف الحافلة التي تقل لاجئين غير شرعيين في البلاد.
كما أكد"ديمرسيف" الذي كان حاضرا في موقع التحطم في "بورغاس" أنه سيتم تعزيز أمن الحدود: "سيتم اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين الذين لا يمنعون اللاجئين من عبور الحدود بأي شكل من الأشكال".
وأعلنت ماريا نيكوفا، حاكمة منطقة "بورغاس" يوم غد الجمعة، 26 آب الجاري، يوم حداد في المنطقة بكاملها، إحياء لذكرى ضابطي الشرطة المقتولين.