هزت جريمة راح ضحيتها لاجئة سورية إحدى البلديات الهولندية وسط صدمة جيرانها في الحي لا سيما أن الجريمة حصلت على مرأى أطفالها الذين حاولوا التدخل لإنقاذها قبل وفاتها أمام منزلها.
وذكرت وسائل إعلام هولندية، أن امرأة سورية (35 عاماً) قتلت في الشارع أمام منزلها في بلدية ميرلو شمال برابانت بعد تعرضها للطعن.
وألقت الشرطة القبض على المشتبه به وهو زوج المرأة السورية، ويبلغ من العمر 49 عاماً وكان يعيش معها في نفس المنزل، وتم القبض عليه في المنطقة بعد وقت قصير من وقوع الجريمة، بحسب ما ذكرت شبكة "إن أو إس" المحلية.
ويعيش في المنزل أيضاً خمسة من أبناء العائلة تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و20 عاماً، وأصيب عدد منهم بإصابات طفيفة، وتم نقلهم إلى المستشفى لإجراء فحوصاتهم وطبيعة إصاباتهم ما زالت غير واضحة.
وكانت الشرطة قد تلقت بلاغاً عن حادث عنيف قبل الساعة السادسة من مساء يوم السبت، وعندما وصلت الشرطة إلى منزل الأسرة، بدا أن المرأة ماتت في الشارع.
ومن غير الواضح ما إذا كان الأطفال جميعاً أولاد الزوجين، أو أن بعضهم يختلف من جهة الأب أو الأم، ويقول المتحدث باسم الشرطة إنهم في المستشفى حالياً.
صراخ في الشارع.. وملابس ملطخة بالدماء
وروى العديد من السكان المحليين أنه قبل الساعة السادسة بقليل من يوم السبت سمعوا صراخ الأطفال في الشارع، ورأوا طفلاً ملطخة ملابسه بالدماء، ووجدوا المرأة مصابة بجروح خطيرة في رقبتها وحاولوا وقف النزيف لكنهم لم يستطيعوا إنقاذها وتوفيت في الشارع أمام منزلها.
وصدم جيران العائلة السورية مما حصل في حيهم، حيث قال أحد الجيران "لقد رأيت أطفالهم يلعبون هنا.. قبل فترة وجيزة من الحادثة، كان الأب أيضاً في الخارج مع ابنه الذي كان يركب الدراجة"، مضيفاً: يبدو بأن المشكلة تصاعدت بسرعة كبيرة.
وبفضل معلومات من شهود عيان، تمكنت الشرطة من الزوج السوري بعد وقت قصير من وقوع الجريمة وأجرت الشرطة تحقيقات مكثفة وجمعت الأدلة خلال المساء والليل والنهار التالي، بما في ذلك استخدام طائرة بدون طيار.
ويقيم الرجل في المنزل في شارع هير فان رودسترات منذ عام، وانضمت إليه المرأة في الخريف الماضي مع خمسة أبناء.
أشخاص لطفاء
ويقول أحد الجيران وفق ما ذكرت صحيفة "ألخمين داخبلاد" الهولندية: "لقد عرفناهم وكانوا أشخاصا لطفاء.. وجاء الأطفال ليقدموا لنا المساعدة عندما وصلوا إلى هنا".
وساعد أحد الجيران في الشارع الآخر الرجل السوري في السابق بأشياء لتأثيث منزله المستأجر، من محتويات قريب صديق متوفى "ستائر، وبعض الأثاث وموقد، لأن الرجل، الذي كنا نسميه "السوري"، لم يكن لديه أي شيء"، بحسب ما يقول الجار الهولندي.
بدوره لا يستطيع الجار الذي يسكن في الجانب الآخر من الشارع أن ينطق بكلمة واحدة عندما يُسأل، لأنه ما زال مصدوما.
ويوم الأحد، قام سكان مدينة ميرلون بوضع الزهور أمام منزل العائلة "ما زالت المرأة صغيرة.. هذا لا ينبغي أن يحدث أبداً.. ما الذي سيحدث لهؤلاء لأولادها الخمسة؟ سيضطرون للحياة بدون أم وبدون أب، كما أنهم واجهوا أيضاً شيئاً فظيعاً جداً"، هكذا تقول امرأة هولندية بعد أن وضعت الزهور أمام منزل العائلة السورية.
وتضيف الجارة الهولندية "إن الأمر يمسني أكثر لأن طفلي يذهب إلى نفس المدرسة التي تذهب إليها فتاة من هذه العائلة".
ويقول روب فان دن كرومناكر مدير مدرسة بوور سانغ إن ما حصل "حدث مروع ترك فيه خمسة أطفال وراءهم"، وجرت مناقشات مع أولياء الأمور حول كيفية تعامل المدرسة مع ما حصل.
وعلى مدار سنوات العقد الماضي، وصل عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى هولندا بحثاً عن الأمان والمستقبل لهم ولأطفالهم هرباً من بطش النظام السوري.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في هولندا بأكثر من مئة وخمسين ألفا حصل الكثير منهم على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة.